نشرت جريدة “لوموند” الفرنسية تقريرا حول علاقة المغرب بحزب الجبهة الوطنية الفرنسي، الذي يحقق نتائج ساحقة في الانتخابات البرلمانية الفرنسية. تزامن هذا التقرير مع المرحلة الحاسمة للجولة الثانية من الانتخابات التي تشهدها فرنسا اليوم الأحد.
وفقا لتقرير “لوموند”، فإن وصول الجبهة الوطنية إلى السلطة يشكل مصدر قلق كبير للجالية المغربية في فرنسا، في حين يبدو أن السلطات المغربية تشعر بالاطمئنان. يوضح التقرير أن حزب مارين لوبان يعتبر اليوم الصديق الأكبر للمغرب بين جميع الأحزاب المتنافسة في الانتخابات الفرنسية، على الرغم من أن النظام المغربي يحظى باحترام جميع أطياف الطبقة السياسية الفرنسية.
بنجامين بادير، دكتور في التاريخ المعاصر بجامعة السوربون،.. تحدث لجريدة “لوموند” مشيرا إلى أن “على عكس الجزائر، يحظى المغرب بعلاقات جيدة مع فرنسا. يتميز المغرب بطبيعة نظامه الملكي واستقراره وقدرته على السيطرة على الإسلاموية، وهي عناصر تجذب اليمين الفرنسي”.
يشير التقرير إلى أن الدعوات المطالبة باعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء جاءت من سياسيين فرنسيين ينتمون إلى اليمين المتطرف، بدءا من جان ماري لوبان، مرورا بعضو البرلمان الأوروبي تييري مارياني، وصولا إلى النائب الجمهوري إريك سيوتي.
عالم الجغرافيا السياسية، أيميريك شوبرد، الرئيس السابق للجبهة الوطنية،.. صرح أن “حزب الجبهة الوطنية هو الحزب السياسي الفرنسي الوحيد الذي، إذا وصل إلى السلطة،.. سيعترف بـ ‘الطبيعة المغربية’ للصحراء”. وأكد شوبرد أن الجبهة الوطنية يدافع عن مصالح المملكة المغربية،.. ويعتبر اليوم الحليف الاستراتيجي الأكثر موثوقية بالنسبة للمغرب في فرنسا.
يشكل التقرير المنشور في “لوموند” الفرنسية مرآة تعكس تعقيدات العلاقات السياسية بين المغرب وفرنسا في ظل صعود حزب الجبهة الوطنية. وبينما يثير هذا الصعود قلق الجالية المغربية في فرنسا،.. يبدو أنه يبعث برسائل طمأنينة إلى السلطات المغربية التي ترى في هذا الحزب حليفا استراتيجيا يمكن الاعتماد عليه في الدفاع عن مصالحها الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء.