الأكثر مشاهدة

أخنوش: مرحلة الانبهار السلبي بالتكنولوجيا ولت.. وإفريقيا ليست حقل تجارب

تحول حديث رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، خلال افتتاح فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا” المنعقد بمراكش صباح اليوم الإثنين، إلى منصة تحذير واستنهاض ضد التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي، مؤكدا أن “مرحلة الانبهار السلبي بالتكنولوجيا قد ولت”، وحان وقت العمل الجماعي لحماية السيادة الرقمية الإفريقية.

ففي كلمة ألقاها عن بعد، شدد أخنوش على خطورة تنامي الهجمات السيبرانية التي وصفها بـ”الممارسات غير الأخلاقية”، داعيا إلى ضرورة بلورة آليات مشتركة لردع هذه التهديدات المتصاعدة، التي لم تعد مجرد حوادث معزولة، بل ظواهر ممنهجة تستهدف أمن المعطيات وسرية البيانات في مختلف أنحاء العالم، خاصة في دول الجنوب.

وأوضح رئيس الحكومة أن المغرب كان سباقا إلى تبني الرقمنة كأولوية وطنية، بفضل التوجيهات الملكية، وهو ما ترجم إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، التي تقوم على دعامتين محوريتين: أولاهما تحديث الإدارة لتكون في خدمة المواطن والمقاولة، والثانية بناء اقتصاد رقمي تنافسي ينتج الثروة ويعزز الابتكار ويوفر فرص الشغل.

- Ad -

وفي هذا السياق، أشار إلى سلسلة من الإصلاحات التي اعتمدها المغرب لدعم هذا التحول،.. من بينها توقيع اتفاقيات مع شركات رقمية عالمية لتكوين الكفاءات الوطنية،.. وتوفير تمويلات مناسبة للشركات الناشئة، وتسهيل مشاركتها في الطلبيات العمومية،.. فضلا عن تطوير البنية التنظيمية المساعدة على الابتكار.

إفريقيا ليست حقل تجارب

وبلهجة حازمة، شدد أخنوش على أن القارة الإفريقية “لم تعد مستعدة لتلعب دور المتفرج”،.. بل يجب أن تكون فاعلة ومؤثرة في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة تطوير بنياتها الرقمية، وربط المناطق القروية بالإنترنت، وتكوين مواهبها في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. وأضاف: “ما نطمح إليه هو قارة توجه التكنولوجيا ولا تخضع لها”.

وأكد رئيس الحكومة أن معرض “جيتكس إفريقيا” أصبح اليوم منصة استراتيجية لتلاقي الأفكار،.. وخلق فرص التعاون بين مختلف الفاعلين في العالم الرقمي داخل القارة،.. خصوصا وأن هذه الدورة تنعقد في لحظة محورية يشهد فيها العالم تحولا جذريا بفعل الذكاء الاصطناعي،.. وهو تحول يمس كل مناحي الحياة، من الاقتصاد إلى الديمقراطية.

وفي ختام كلمته، دعا أخنوش إلى تجاوز الانبهار السطحي بالتقنيات الحديثة،.. والعمل على توجيهها نحو خدمة الإنسان والمجتمعات،.. معتبرا أن اللحظة الرقمية التي تعيشها إفريقيا اليوم هي فرصة نادرة لتعزيز سيادتها الرقمية،.. وبناء نموذج تنموي رقمي قائم على التعاون والتكامل بدل التبعية.

مقالات ذات صلة