في ظل اقتراب موعد انطلاق الموسم الجامعي الجديد، لا تزال الأزمة القائمة بين طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قائمة، ما يثير تساؤلات حول مصير السنة الجامعية 2023-2024 التي لم يتمكن فيها الطلاب من اجتياز امتحانات الأسدسين الأول والثاني.
مع تبقي حوالي أسبوعين على بدء العام الدراسي الجديد، يتوقع المراقبون احتمالين رئيسيين لإنقاذ الموسم الجامعي. الأول يتضمن رسوب الطلاب الذين قاطعوا الامتحانات، بينما يشير الاحتمال الثاني إلى إمكانية تنظيم دورتين عاديتين ودورتين استدراكيتين خلال شهري شتنبر وأكتوبر المقبلين، مما يمنح الطلاب فرصة لاستدراك ما فاتهم.
وفي غياب أي تصريحات رسمية من وزارة التعليم العالي حول الموضوع، تظل الأجواء غامضة وغير مؤكدة. من جهة أخرى، يبدو أن الوزيران المعنيان بالملف، عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وخالد آيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، غير متاحين للتدخل الفوري لحل الأزمة، حيث يقضيان إجازاتهما الصيفية.
أزمة كليات الطب والصيدلة: أسبوعان تفصلان الطلبة عن مصير مجهول
اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة تواصل مطالبتها بفتح حوار جاد مع الوزارة المعنية،.. مؤكدة على ثباتها على مطالبها التي ترى أنها ضرورية لضمان إنقاذ الموسم الدراسي. وتدعو اللجنة إلى استجابة الوزارة لكافة المطالب المطروحة، قبل الانتقال إلى تنظيم الدورات العادية والاستدراكية.
ورغم حالة اليأس التي تخيم على غالبية الطلاب بشأن إمكانية التوصل إلى حل مع الوزارة في الوقت الحالي،.. إلا أنهم مستمرون في استعداداتهم للامتحانات تحسباً لأي تطورات إيجابية قد تحدث.
من ناحية أخرى، يعتبر القطاع الصحي هو الأولوية القصوى لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في ظل التحديات التي يواجهها،.. بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وحالات الطوارئ الصحية التي شهدتها المستشفيات في الآونة الأخيرة. هذا التركيز على الصحة العامة أدى إلى تراجع ملف أزمة كليات الطب والصيدلة عن قمة أولويات الوزارة.
وكانت الأزمة قد تفاقمت عندما واصل الطلبة مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية في يوليو 2024،.. حيث قاطعوا امتحانات الدورة العادية والدورة الاستدراكية بنسب تجاوزت 90%. وتظهر التقارير أن نسبة المقاطعة بلغت 97% في بعض الكليات،.. ما يعكس مدى تماسك الموقف الطلابي في مواجهة ما يصفونه بالقرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها.
وبالرغم من المحاولات المتكررة للتواصل مع الجهات الرسمية، إلا أن الغموض لا يزال يلف مستقبل هؤلاء الطلاب،.. حيث لم يتخذ أي قرار حاسم حتى الآن. ومع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، تتصاعد الضغوط على الأطراف المعنية للوصول إلى حل يضمن استمرار التعليم الأكاديمي للطلاب ويجنبهم خسارة موسم دراسي كامل.