في واقعة مثيرة أثارت الكثير من التساؤلات حول حدود السلوك المدني في الفضاء العمومي، فتحت مصالح الأمن بالعاصمة الرباط، يوم الخميس 20 مارس، تحقيقا قضائيا بإشراف من النيابة العامة المختصة، بعد تسجيل حادثة غريبة تمثلت في إشهار مجسم بلاستيكي لمسدس خلال خلاف مروري بسيط.
وتعود تفاصيل الواقعة، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية لـ”آنفا نيوز”، إلى شكاية تقدم بها سائق سيارة أجرة، أكد فيها تعرضه للسب والتهديد من طرف سائق سيارة دبلوماسية، إثر خلاف على أسبقية المرور، قبل أن يعمد الأخير إلى إشهار مجسم بلاستيكي على هيئة مسدس، في تصرف وصفه المصدر ذاته بأنه “ينطوي على تهديد معنوي وخرق للقانون”.
التحريات السريعة التي باشرتها الشرطة مكنت من تحديد هوية المعني بالأمر،.. ليتبين أنه مواطن مغربي يعمل كسائق في بعثة دبلوماسية معتمدة بالعاصمة. وبحسب نفس المصادر، فقد تم ضبطه واقتياده للتحقيق، حيث جرى حجز المجسم المستعمل في الواقعة،.. والذي تبين أنه مجرد قطعة بلاستيكية لا تشكل خطرا حقيقيا، لكنها خلفت حالة من الخوف لدى المشتكي.
وقد تم وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية،.. في انتظار استكمال مجريات البحث للكشف عن كل المعطيات المرتبطة بالقضية،.. وتحديد ما إذا كان هناك أي خرق لبروتوكولات العمل الدبلوماسي أو القانون الجنائي.
وتعيد هذه الحادثة النقاش حول مدى احترام بعض المحسوبين على البعثات الأجنبية لضوابط السلوك العمومي،.. وضرورة ضبط مثل هذه التصرفات التي قد تسيء لصورة العمل الدبلوماسي،.. وتقلق راحة المواطنين في الفضاءات المشتركة.