الأكثر مشاهدة

الاكتظاظ المروري الخانق في الدار البيضاء يدفع السكان للمطالبة بحلول مستدامة

تشهد مدينة الدار البيضاء في الساعة الأخيرة قبل أذان المغرب ازدحاما مروريا خانقا، حيث تتحول شوارعها إلى ساحة من الفوضى والتوتر، مما يؤدي إلى تسجيل العديد من حوادث السير، فضلا عن وقوع مناوشات بين السائقين الذين يسابقون الزمن للوصول إلى وجهاتهم قبل موعد الإفطار.

يقول العديد من سكان العاصمة الاقتصادية إن هذا الوضع يتفاقم خلال شهر رمضان، إذ يصبح الضغط النفسي أكبر على مستعملي الطريق، حيث يسارع الجميع للعودة إلى منازلهم أو اللحاق بالأسواق والمخابز قبيل الإفطار. غير أن هذا التسرع يؤدي إلى تجاهل قواعد السير، وزيادة المخالفات المرورية، فضلا عن التصرفات العدوانية على الطرقات، ما يرفع من نسب الحوادث خلال هذه الفترة الحرجة من اليوم.

أسباب الاكتظاظ وأثر الأشغال على حركة المرور

يرجع العديد من المواطنين هذا الاختناق المروري إلى الأشغال المستمرة في البنية التحتية، حيث تسببت مشاريع التوسعة وإصلاح الطرق في إغلاق ممرات رئيسية، ما أدى إلى تقليص المساحات المتاحة لحركة المركبات، وإجبار السائقين على البحث عن طرق بديلة غالبا ما تكون مزدحمة بدورها. إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع عدد السيارات الخاصة، ونفور العديد من المواطنين من وسائل النقل العمومي، يزيد من تفاقم المشكلة.

- Ad -

يقول كريم، وهو أحد السائقين الذين يعانون يوميا من هذا الاكتظاظ: “الطرقات أصبحت مختنقة أكثر بسبب الأشغال، والوقت الذي أحتاجه للوصول إلى منزلي يتضاعف في رمضان، حيث لا مجال للمشي بسرعة أو تجاوز الازدحام، فكل الطرق ممتلئة والسيارات بالكاد تتحرك.”

دعوات لحلول بديلة والاستفادة من وسائل النقل العمومي

أمام هذا الوضع، يدعو بعض المواطنين إلى تعزيز ثقافة استخدام وسائل النقل العام بدلا من الاعتماد الكلي على السيارات الخاصة. فالدار البيضاء تتوفر على شبكة متطورة من الترامواي تمتد على حوالي 100 كيلومتر، إضافة إلى حافلات “باص واي” عالية الجودة، إضافة إلى الحافلات العادية، وهي بدائل يمكن أن تخفف من الازدحام لو تم استغلالها بشكل أكبر.

في هذا السياق، يقترح هشام، وهو أحد مستعملي الترامواي يوميا: “لو قام المزيد من الناس بترك سياراتهم جانبا واستعمال الترامواي أو الحافلات، لكان الازدحام أقل، كما أن هناك خيارات أخرى مثل الدراجات الهوائية التي يمكن أن تكون وسيلة فعالة داخل المدينة وصديقة للبيئة، ودعا إلى توفير بعض المسارات الخاصة بها.”

إلى جانب تشجيع النقل العمومي، يرى بعض المتخصصين أن التخطيط المروري بحاجة إلى إعادة نظر، حيث يمكن تنظيم الحركة المرورية بشكل أفضل خلال فترة ما قبل الإفطار، سواء عبر تعديل توقيت بعض الإشارات الضوئية، أو تخصيص مسارات محددة للحافلات، أو حتى إطلاق حملات توعية لحث السائقين على التحلي بالصبر واحترام قوانين السير.

ورغم أن الاكتظاظ المروري في الدار البيضاء خلال شهر رمضان بات مشهدا معتادا، إلا أن الحاجة إلى حلول أكثر استدامة باتت ضرورية، حيث يبقى الاعتماد على النقل الجماعي وتطوير البنية التحتية، إلى جانب تعزيز الثقافة المرورية، من أبرز السبل الممكنة للتخفيف من هذا المشكل الذي يؤرق البيضاويين كل سنة.

مقالات ذات صلة