لم يعد خطاب جبهة البوليساريو يقتصر على الشعارات الانفصالية. فقد انتقل مؤخرا إلى مستوى بالغ الخطورة، مع ترويج علني للعنف والتحريض على استهداف الأجانب في الصحراء المغربية.
جاء هذا التهديد الصريح على لسان مصطفى سيدي علي البشير، وزير ما يسمى بـ”الأراضي والجالية الصحراوية” في حكومة الرابوني غير المعترف بها، الذي اعتبر السياح والمستثمرين الغربيين والخليجيين أهدافا “مشروعة” في المناطق الجنوبية المغربية، بزعم أن بلاغ الجبهة الصادر في 13 نونبر 2020 أعلن “العودة إلى الحرب”. التصريحات، التي نشرت في فيديو على اليوتيوب يوم فاتح ماي، حملت لهجة عدائية واضحة، ليس فقط تجاه الأجانب، بل حتى تجاه سكان الصحراء أنفسهم، إذ حثهم سيدي علي البشير على مقاطعتهم، مهددا إياهم بالاستهداف في حال تعاونهم معهم.
انفلات أمني في تندوف وتصريحات عدائية ضد المغرب تضع البوليساريو في مهب التصعيد
هذا التصعيد الخطابي يأتي في وقت تعرف فيه تندوف توترا متزايدا، حيث تعيش المخيمات على وقع نزاعات قبلية مسلحة، دفعت مئات العائلات إلى إعلان نيتها الرحيل نحو المغرب، ما أجبر النظام الجزائري على استدعاء زعيم الجبهة إبراهيم غالي رفقة محمد والي أعكيك إلى العاصمة الجزائرية، بعد اتساع رقعة الفوضى.
ومما يزيد من منسوب القلق، هو سجل الجبهة الحافل بالتحريض على العنف. ففي مارس 2022، دعا أعكيك إلى تنفيذ عمليات “تخريبية” في مدن الصحراء المغربية،.. بدعوى تعبئة الشباب المحلي. أما الجزائر، الحاضن السياسي والعسكري للجبهة،.. فلم تتردد بدورها في تصعيد لهجتها، عبر شخصيات محسوبة على الجيش مثل العقيد السابق مختار مديوني،.. الذي دعا علانية إلى زرع الرعب في الداخل المغربي.
إقرأ أيضا: تفاصيل انشقاق 3 عناصر من البوليساريو وتسليمهم أنفسهم للقوات المسلحة الملكية
أما أخطر ما يكشف عن الوجه الإرهابي للبوليساريو، فهو ارتباطها المؤكد بجماعات متطرفة تنشط في الساحل. أبو الوليد الصحراوي، أحد أمراء القاعدة، ولد من رحم الميليشيات الانفصالية. كما أظهر انهيار النظام السوري انضمام عدد من عناصر الجبهة للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد.
وبحسب تحقيقات صحفية دولية، أبرزها تلك التي نشرتها “واشنطن بوست”،.. فإن تدريبات عسكرية متقدمة خضع لها مقاتلو الجبهة تحت إشراف إيران وحزب الله اللبناني،.. ما عزز من المطالب الدولية بإدراج الجبهة على قوائم الإرهاب.
وتفاعلا مع هذه التطورات، تقدمت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية بمذكرة رسمية للإدارة الأمريكية تطالب بإدراج البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، وهو ما تبناه عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون، الذي أعد مشروع قانون في هذا الاتجاه.