الأكثر مشاهدة

التحول إلى السيارات الكهربائية: ثورة عالمية واستفهام بخصوص السياسة الحكومية

شهد قطاع السيارات تغييرا جذريا مع التحول نحو السيارات الكهربائية بشكل متسارع، والذي يعتبر أكبر تحول شامل في هذه الصناعة لعقود. يجد المستهلكون أنفسهم في منتصف هذا التغيير الجوهري.

يتسارع الدفع نحو السيارات الكهربائية من قبل النشطين في مجال المناخ والمصنعين، حيث يسعون إلى تحقيق أهداف صافي الصفر. في المقابل، يدعو السياسيون اليمينيون إلى التراجع عن الأهداف الصارمة لصافي الصفر.

الواقع الملهم هو أن المزيد من سائقي السيارات يعتمدون على المركبات الخالية من الانبعاثات، ويشهد ازدهارا في المبيعات على مستوى البلاد. تظهر البيانات الصادرة عن جمعيات مصنعي وتجار السيارات أن مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة بلغت نحو 14 مليون وحدة بين العاملة بالبطاريات والهجينة عام 2023، وهذا يعادل نمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 34٪ مقارنة بعام 2022.

ومع ذلك، غالبا ما يناقش المتشككون مجموعة من المخاوف الحقيقية بخصوص جدوى اقتناء السيارة الكهربائية.

يعد الافتقار إلى البنية التحتية العامة هو مصدر القلق الرئيسي وأحد أهم الأسباب التي تجعل العديد من المواطنين المغاربة يفضلون اقتناء السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بدل السيارات الكهربائية.

كما يتخوف المستهلك المغربي من تكلفة التحول إلى السيارات الكهربائية التي يعتقدون أنها مرتفعة للغاية. ناهيك على أن الطرازات الرخيصة لا تتوفر على نفس المواصفات التي يمكن الحصول عليها في السيارات التقليدية.

لكن بالرغم من ذلك، يعتقد خبراء أنه من المجدي اقتناء السيارة الكهربائية على المدى البعيد. حيث أنه بعد إضافة تكاليف الوقود (أو الشحن بالنسبة للعاملة بالبطارية)، وتكاليف الصيانة على مدى عدة سنوات تصبح السيارات الكهربائية منافسة. دراسة بريطانية كشفت أن اقتناء تلك العاملة بالبطارية يجعلك توفر نحو 700 جنيه استرليني. طبعا الرقم في المغرب سيكون مختلف بسبب اختلاف المعطيات والسياسات التحفيزية. لكنه يعطي نظرة واضحة على أن تشغيل السيارة ذات محرك الاحتراق يكون مكلف أكثر.

التحول إلى السيارات الكهربائية عالميا يقابله غياب سياسة حكومة تحفيزية

تشير التقديرات إلى أن حجم مبيعات السيارات الكهربائية العالمية سيتضاغف ثلاث مرات من 10.5 مليون في عام 2022 إلى أكثر من 31 مليونا في عام 2027. ومن المتوقع أن يتضاعف إلى أكثر من 74.5 مليون وحدة في عام 2035.

وعلى الرغم من هذا التحول نحو السيارات الكهربائية على مستوى العالم،.. يشكل الوضع الحالي في المغرب موضوع اهتمام واستغراب بين المراقبين. يثير ضعف التسويق لهذا النوع من السيارات استفسارات حول دور الحكومة في تعزيزه،.. خاصة وأن المغرب يعتبر دولة مستوردة للمحروقات، مما يزيد من أهمية التحول إلى مركبات كهربائية. يطرح البعض علامات استفهام حول إمكانية تأثير لوبي المحروقات في تأخير الترويج للسيارات الكهربائية وتشجيع الاعتماد على الوقود التقليدي.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة