شهدت أسعار السردين في أسواق الدار البيضاء ارتفاعا قياسيا، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام 30 درهما في بعض المناطق، نتيجة دخول موسم الراحة البيولوجية الذي يحد من عمليات الصيد. هذا الارتفاع دفع الكثير من تجار التقسيط إلى التعبير عن استيائهم، معتبرين أنهم أصبحوا في موقف محرج مع الزبائن الذين يشتكون من هذه الزيادة غير المسبوقة.
وفقا لمصادر مهنية، فإن الراحة البيولوجية للسردين تعتبر فترة حاسمة للحفاظ على الثروة السمكية، إذ يتم تقليص أنشطة الصيد بشكل كبير للسماح بتكاثر الأسماك. ومع ذلك، فإن العرض المحدود أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، حيث أصبح الطلب يفوق العرض بشكل كبير.
أحد تجار التقسيط أشار إلى أن أسعار صناديق السردين بالجملة تتراوح بين 400 و450 درهما، مما يترك هامش ربح ضئيل للغاية لتجار التجزئة. وأضاف قائلا: “نحن مجبرون على بيع السردين بالخسارة أحيانا لتلبية طلبات الزبائن، ومع ذلك نجد صعوبة في مواكبة الارتفاع المستمر للأسعار.”
إقرأ أيضا: ارتفاع حاد في أسعار السمك بالدار البيضاء واختفاء بعض الأنواع من الأسواق
وعلى الرغم من أن باقي أنواع الأسماك، مثل الصول والميرنا، لا تزال تحتفظ بأسعارها المعتدلة نسبيا، إلا أن السردين، بصفته الأكثر استهلاكا بين المغاربة، أصبح يشكل عبئا على القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا في ضل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء.
تجار الأسواق المحلية يتوقعون أن تنخفض الأسعار تدريجيا مع انتهاء فترة الراحة البيولوجية واستئناف عمليات الصيد بكامل طاقتها. في غضون ذلك، يأمل المواطنون في تدخل الجهات المعنية لضمان استقرار الأسعار وحماية القدرة الشرائية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. ويرى مستهلكون أن تقليص التصدير والكميات المخصصة لمصانع التعليب سيساهم في الحفاظ على الأسعار في مستويات تلائم القدرة الشرائية للمواطنين.