في ظل التحديات التي تواجهها المملكة في تأمين حاجياتها الغذائية، شهدت واردات المغرب من المنتجات الزراعية الروسية ارتفاعا غير مسبوق خلال عام 2024، إذ تضاعف حجم هذه الصادرات ليصل إلى نحو 280 مليون دولار، ما يمثل زيادة بثلاثة أضعاف مقارنة بالسنة الماضية، وفقا لتقرير صادر عن مركز “أغروإكسبورت” الفيدرالي الروسي.
ويشكل القمح العمود الفقري لهذا الارتفاع، حيث شهدت وارداته من روسيا قفزة بنسبة 3.4 مرات مقارنة بعام 2023، ليصل إجمالي ما استورده المغرب من هذه المادة الأساسية إلى أكثر من مليون طن، ما يعزز موقع روسيا كمورد رئيسي للحبوب في السوق المغربية.
وفي تطور لافت، استأنف المغرب استيراد زيت عباد الشمس الروسي بعد توقف دام خمس سنوات، في خطوة تعكس ديناميكية العلاقات التجارية بين البلدين وتوسع الشراكات في القطاع الزراعي.
ويتوقع خبراء “أغروإكسبورت” أن تستمر هذه الطفرة في السنوات المقبلة، حيث تقدر إمكانيات الصادرات الزراعية الروسية إلى المغرب بنحو 350 مليون دولار، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين البلدين.
وخلال شهر غشت 2024، أصبحت المملكة أكبر مستورد للحبوب من منطقة روستوف الروسية، إذ بلغت وارداتها 740 ألف طن، أي ما يمثل 37.6% من إجمالي صادرات روسيا من الحبوب خلال تلك الفترة. ووفقا لبيانات “روس سيلخوز نادزور”، فإن شحنات الحبوب المتجهة إلى المغرب، والتي تشمل القمح والذرة، شكلت جزءا كبيرا من إجمالي الصادرات الروسية، التي تجاوزت 1.9 مليون طن خلال الشهر ذاته.
وتعكس هذه التطورات حاجة المغرب المتزايدة للحبوب في ظل استمرار موجات الجفاف التي أدت إلى تقلص إنتاج المملكة من القمح إلى 31 مليون قنطار، في حين يقدر الاستهلاك السنوي بنحو 100 مليون قنطار. ولتعويض هذا الخصاص، تعمل المملكة على تنويع مصادر التوريد عبر مناقصات دولية تشمل فرنسا، البرازيل، الأرجنتين، وروسيا.