تواجه أسواق اللحوم الحمراء في المغرب أزمة خانقة، نتيجة النقص الحاد في قطعان الماشية المخصصة للذبح، مما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار. فقد تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء 130 درهما، مع توقعات بزيادته إلى 170 درهما في المستقبل القريب.
هذا الوضع أثر بشكل كبير على المجازر الكبرى في البلاد، التي لم تعد تتلقى الكميات المعتادة من الماشية لتلبية الطلب المتزايد. وبالرغم من جهود الحكومة ووزارة الفلاحة لمواجهة الأزمة، إلا أن التدابير المتخذة لم تنجح في تأمين احتياجات السوق المحلية، ما أدى إلى استياء واسع بين المهنيين في قطاع اللحوم.
من جانبها، أعربت الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الأزمة،.. مشيرة إلى أن نقص رؤوس الأغنام والأبقار المخصصة للذبح والتسمين ساهم في تعميق المشكلة. وقد وجّهت الفيدرالية انتقادات لاذعة للحكومة، ووصفت إجراءاتها بالمربكة وغير الكافية، مطالبة بتدخل عاجل وفعال لاحتواء الوضع والحيلولة دون تدهور أكبر في هذا القطاع الحيوي.
إقرأ أيضا: أسعار اللحوم الحمراء تصل إلى مستويات قياسية في الأسواق المغربية
بالإضافة إلى الأزمة الحادة في أسعار اللحوم الحمراء، تشهد أسعار الدجاج،.. الذي يعد بديلا رئيسيا للحوم الحمراء بالنسبة للأسر محدودة الدخل، ارتفاعا غير مسبوق في المغرب. هذا الارتفاع يأتي في وقت يتزايد فيه الضغط على الأسر، التي تعاني من تضخم أسعار المواد الغذائية الأساسية.
وقد زاد سعر الدجاج بشكل ملحوظ، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة،.. ما جعل الكثير من الأسر تجد صعوبة في توفير بدائل غذائية مناسبة. هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكلفة الأعلاف وتراجع الإنتاج المحلي،.. بالإضافة إلى تأثيرات الجفاف والأزمات العالمية التي أثرت على سلاسل التوريد.
في ظل هذا الوضع،.. تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل حكومي عاجل لوقف هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار الدواجن. ويرى الخبراء أن الحكومة بحاجة إلى وضع خطة متكاملة لدعم الفلاحين والمربين،.. وتوفير الأعلاف بأسعار معقولة، فضلا عن تعزيز الرقابة على الأسواق لمنع الاحتكار والمضاربات التي تزيد من تفاقم الأزمة.