حقق المغرب في عام 2024 قفزة نوعية في قطاع السياحة، حيث استقبل أكثر من 17.4 مليون زائر، مما جعله الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا بنمو بلغ 20% مقارنة بالعام السابق. هذا النجاح الباهر جاء ليؤكد ريادة المغرب في استقطاب السياح، لكنه يطرح في الوقت ذاته تساؤلات عن مدى جاهزية البنية التحتية الرقمية، خاصة سرعة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، لدعم هذا الزخم السياحي.
وفقا لتصنيف “سبيد تيست” الصادر عن شركة “أوكلا”،.. احتل المغرب المرتبة الثانية إفريقيا من حيث سرعة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بمتوسط بلغ 45.67 ميغابايت في الثانية،.. متجاوزا كينيا (28.85 ميغابايت في الثانية) وخلف جنوب إفريقيا التي تصدرت القائمة بمتوسط 49.81 ميغابايت في الثانية. على الصعيد العالمي، ارتقى المغرب إلى المرتبة 64، متقدما خطوة واحدة مقارنة بالشهر السابق، مما يعكس الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية للاتصالات.

ورغم هذا التقدم، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين المغرب والدول المتقدمة في هذا المجال. فبينما سجل المغرب تحسنا طفيفا في سرعة التحميل (+0.49 ميغابايت في الثانية)،.. عانت دول أخرى مثل الجزائر ونيجيريا من تراجع ملحوظ. وعلى مستوى أداء التحميل،.. احتل المغرب المرتبة الثانية إفريقيا بسرعة بلغت 12.72 ميغابايت في الثانية، وهو أداء جيد لكنه لا يضاهي المستويات العالمية.
مع التحول الرقمي وازدياد الطلب على تقنيات الاتصال الحديثة، باتت جودة الإنترنت عاملا أساسيا لجذب السياح. ورغم تصنيف بعض الفنادق المغربية الفاخرة ضمن الفئة المتوسطة من حيث سرعة الويفي،.. فإن الأداء ما زال بعيدا عن المستوى الذي توفره فنادق في دبي والرياض التي تجاوزت فيها سرعة التحميل 120 ميغابايت في الثانية.
لتحقيق مكانة ريادية في مجال السياحة الرقمية،.. يقول خبراء في المجال أنه يجب على المغرب تسريع وتيرة تطوير بنيته التحتية للاتصالات، لا سيما شبكات الجيل الخامس. تحسين سرعة الإنترنت، تقليل وقت استجابة الشبكة،.. وتعزيز جودة الاتصال في الفنادق هي خطوات أساسية لضمان تجربة رقمية متكاملة تلبي احتياجات السياح العصريين.