تعيش منطقة زاكورة أزمة حقيقية في مجال المياه، حيث سجلت الفرشة المائية تراجعا مستمرا خلال السنوات الأخيرة، في ظل معاناة السكان من قلة الموارد المائية. فقد أظهرت البيانات المتوفرة أن مستوى المياه الجوفية في المنطقة تراجع بمقدار 18,43 مترا بين عامي 2019 و2024، وهو ما يعكس الضغط الكبير الذي تعاني منه الموارد المائية المحلية بسبب قلة التساقطات المطرية المتكررة، بالإضافة إلى ما يعرف بالإجهاد المائي.
غير أن الوضع شهد تحولا طفيفا في الأشهر الأخيرة، تحديدا خلال شهري غشت وشتنبر من سنة 2024، حيث شهدت المنطقة تساقطات مطرية مهمة، وخاصة في حوض درعة الأوسط.
أدت هذه الأمطار إلى تحسن جزئي في مستوى المياه الجوفية، حيث تراوحت الارتفاعات بين 0,54 متر و2,29 متر. ورغم أن هذه الزيادة تظل محدودة مقارنة بتراجع المياه في السنوات الماضية، إلا أنها تمثل مؤشرا إيجابيا قد يساهم في التخفيف من الأزمة المائية التي تشهدها المنطقة.
إقرأ أيضا: الجفاف.. تراجع الواردات المائية من 18 مليار إلى أقل من 5 مليار متر مكعب سنويا
وفق مراقبين فإن إن هذا التحسن المؤقت يسلط الضوء على أهمية التغيرات المناخية والتساقطات المطرية في تأثر الفرشة المائية في زاكورة. وفي هذا السياق، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير استباقية ومستدامة لحماية هذه الموارد الحيوية. ويجب أن تشمل هذه التدابير حسب مختصين تحسين أساليب تدبير المياه، بما في ذلك تشجيع ترشيد استخدامها وتنفيذ مشروعات مائية مستدامة لضمان تأمين إمدادات المياه للأجيال القادمة.