يتجاوز عدد الأشخاص المصابين بطيف التوحد في المغرب 740 ألفا، من بينهم 280 ألف طفل، في ظل غياب سياسات عمومية واضحة وشاملة تضمن لهذا المكون المجتمعي الحق في العيش الكريم والتكفل الملائم. هذه المعطيات الصادمة تتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحد الذي يوافق 2 أبريل من كل سنة، والذي جاء هذه السنة تحت شعار: “تعزيز التنوع العصبي وأهداف التنمية المستدامة”.
في هذا السياق، أعلنت جمعية “هزم التوحد” عن برنامج حافل يمتد طيلة شهر أبريل، ضمن ما بات يعرف بـ”شهر التوحد”، حيث تم إطلاق تحقيق وطني حول أوضاع الأسر المتأثرة بهذا الاضطراب، سيليه نشر تقرير شامل عن التوحد بالمغرب في 15 أبريل. كما ستنظم لقاءات تحسيسية بكل من الدار البيضاء، طنجة، مراكش والرباط أيام 5 و12 و19 و21 أبريل على التوالي، إلى جانب ندوة وطنية عن بعد يوم 21 أبريل، وحملة توعوية رقمية مرتقبة في 24 أبريل.
ولم تكتف الجمعية بتنظيم اللقاءات فقط، بل أكدت أن شهر أبريل سيكون مناسبة سنوية للاستماع إلى الأسر والمختصين، وتعبئة الإعلام والمجتمع المدني، والضغط على صناع القرار من أجل تبني سياسات تراعي خصوصيات الأشخاص في وضعية توحد.
إقرأ أيضا: “سبونج بوب” يعاني من التـوحد
منذ 24 سنة، تشتغل الجمعية على خلق حلول مبتكرة تستجيب لحاجيات الأطفال المصابين بالتوحد والأطر الطبية، عبر دعم البحث العلمي، الدفاع عن الحقوق، وتوفير العلاجات الملائمة.
وتجدر الإشارة إلى أن اضطراب التوحد لا يعد مرضا مزمنا أو حكما بالإقصاء، بل هو اضطراب عصبي تطوري يؤثر على قدرات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويترافق أحيانا مع حساسية مفرطة واضطرابات سلوكية. وتشير التقديرات إلى تسجيل 14 ألف حالة جديدة سنويا بالمغرب، أي بمعدل 36 حالة يوميا.
التشخيص المبكر والتدخل العلاجي قبل سن الثالثة يظل مفتاح الأمل، إذ يمكن للطفل التوحدي، بفضل التكفل المناسب، أن يندمج في المجتمع ويحقق تطورا ملحوظا. ومع ذلك، لا يزال الدعم المؤسساتي بعيدا عن تطلعات الأسر المغربية التي تكابد العزلة وغياب التأطير.