الأكثر مشاهدة

أوغندا تزيح إثيوبيا عن عرش أكبر مصدري البن الأفريقي.. والمغرب وجهة واعدة

فجأة، وجدت إثيوبيا نفسها خارج صدارة قارة البن. فقد نجحت أوغندا، ولأول مرة في تاريخها، في إزاحة جارها الشرقي عن عرش صادرات القهوة الإفريقية خلال شهر ماي المنصرم، وفق معطيات رسمية صدرت عن وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية والمصايد الأوغندية.

الوزارة أوضحت أن البلاد حققت رقما قياسيا غير مسبوق، بصادرات بلغت 793 ألف كيس من القهوة (وزن الكيس 60 كيلوغراما)، ما يعادل 47.6 ألف طن، بعائدات مالية ناهزت 243 مليون دولار أمريكي. بذلك تكون أوغندا قد تجاوزت إثيوبيا، التي لم تصدر خلال نفس الفترة سوى 43.4 ألف طن.

هذه القفزة النوعية في صادرات القهوة الأوغندية لم تأت من فراغ، بل جاءت ثمرة خطة وطنية شاملة تضمنت تحسين جودة المحصول، ومراقبة صارمة لسلسلة الإنتاج، وتوفير دعم مباشر للفلاحين من خلال الإرشاد والتكوين، إضافة إلى تسهيل الولوج إلى أسمدة وبذور ذات جودة عالية.

- Ad -

ويبدو أن هذه الجهود بدأت تؤتي أكلها، حيث أضحى البن الأوغندي مطلوبا بقوة في كبريات الأسواق العالمية،.. لما يتمتع به من خصائص عطرية فريدة وجودة عالية جعلته ينافس بجدية منتجات أمريكا اللاتينية وحتى شرق آسيا.

من بين الدول التي تستورد البن الأوغندي بكثافة نجد إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، الهند وبلجيكا،.. بينما برز المغرب كوجهة جديدة واعدة، حيث تضاعفت وارداته من هذا المنتج خلال الأشهر الأخيرة،.. في ظل اهتمام متزايد من المقاهي والموزعين المحليين بتنويع مصادر التوريد.

ويؤكد مسؤولون أوغنديون أن الهدف لا يقتصر فقط على تحطيم أرقام قياسية ظرفية،.. بل يروم ترسيخ مكانة دائمة لأوغندا في السوق العالمي للبن،.. وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال هذا المورد الاستراتيجي الذي يشغل ملايين الفلاحين.

ومع هذا التحول التاريخي، بات واضحا أن إفريقيا تعيش مرحلة جديدة في خريطة القهوة العالمية،.. حيث لم تعد الهيمنة حكرا على إثيوبيا، بل باتت المنافسة على أشدها،.. مدفوعة بتحولات سياسية واقتصادية وهيكلية داخل بلدان القارة.

مقالات ذات صلة