في فضاء الإنترنت ، لم تعد منصات الدعم النفسي لمقتني الحيوانات الأليفة مجرد ساحات لتبادل الذكريات، بل تحولت أخيرا إلى أبواب مشرعة أمام ما يسمى بـ”وسطاء الأرواح”. هؤلاء أشخاص يزعمون امتلاك قدرة خارقة على التواصل مع الحيوانات بعد وفاتها، مقابل أسعار تتراوح بين بضعة دولارات ومئات منها.
الظاهرة التي انتشرت كالنار في الهشيم على شبكات التواصل، سرعان ما أثارت جدلا أخلاقيا وقانونيا، بعدما تكشفت قصص ضحايا خسروا أموالهم ومشاعرهم في مواجهة وعود “روحية” لم تتحقق.
وفق تقارير صحفية محلية ودولية، تبدأ أسعار الخدمات من 128 يوانا (نحو 18 دولارا) للإجابة على خمسة أسئلة، لتصل إلى 2,999 يوانا (حوالي 420 دولارا) لحزمة تتضمن “تواصلا غير محدود” مع روح الحيوان لستة أشهر. أما أكثر العروض غرابة، فهي خدمات تزعم كشف ما إذا كان الحيوان قد “تجسد” في هيئة أخرى، مقابل 125 إلى 260 دولارا.
قصة “آن ران” تلخص الكثير. بعد أن فقدت كلبها العام الماضي، وجدت عزاءها في مجموعة دعم على الإنترنت. لكن سرعان ما تحول العزاء إلى صفقة تجارية: دفعت مبالغ لامرأة تدعى “لينغ” مقابل جلسات روحية. في البداية بدت الإجابات مطمئنة، لكنها اكتشفت لاحقا أن معظمها مقتبس من منشوراتها الشخصية. وحين اعترضت على غياب “التواصل عبر الأحلام” الذي وعدت به، كان الرد قاسيا: “إيمانك ضعيف”، قبل أن تحظر نهائيا من المجموعة.
حادثة أخرى كشفت أن نحو 20 شخصا خسروا مجتمعين حوالي 10 آلاف يوان (1,400 دولار)،.. قبل أن يقرر بعضهم اللجوء إلى الشرطة.
الظاهرة لم تمر مرور الكرام. آلاف التعليقات انتشرت منددة باستغلال مشاعر الحزن لتحقيق أرباح طائلة،.. محذرة من تحويل الفقدان الشخصي إلى بوابة للاحتيال العاطفي. بعضهم اعتبر الأمر شكلا جديدا من “التجارة بالوهم”،.. بينما دعا آخرون إلى سن قوانين تضبط مثل هذه الخدمات.
في النهاية،.. تكشف قصة “وسطاء الأرواح” عن هشاشة الإنسان حين يفقد أقرب رفيق له،.. وعن كيف يمكن للحزن أن يتحول إلى سوق مربحة لأولئك الذين يتقنون تسويق الأمل حتى لو كان مجرد سراب.