حطت الطائرة القادمة من دبي في مطار محمد الخامس، حاملة معها نجمة اليوتيوب المغربية فاطمة الزهراء أولحيان، المعروفة في عالم التجميل الافتراضي باسم “صوفيا تايتماترز”. لكن بدلا من استقبال حافل من المعجبات أو حملة إعلانية جديدة، كان في انتظارها رجال الأمن الوطني، لتنقلب الرحلة الفاخرة إلى أولى حلقات مسلسل قانوني قد يمتد فصولا.
السلطات الأمنية لم تكن في نزهة، فقد جاء التوقيف بعد ورود اسم “صوفيا” في ملف ثقيل، يتعلق بترويج مستحضرات تجميل مشبوهة تسوق على أنها قادرة على “تضخيم مناطق أنثوية بعينها”. منتجات، حسب التحقيقات الأولية، لا تخضع لأي ترخيص قانوني، ولا تستوفي أدنى شروط السلامة الصحية، رغم تغليفها بشعارات براقة تدعي مطابقتها لمعايير “أوفيسية”.
من المطار إلى إنزكان،.. سلت صوفيا لمصالح الشرطة الإقليمية، حيث وضعت تحت تدابير الحراسة النظرية، في إطار تحقيقات تشرف عليها النيابة العامة. الأمر لا يتعلق فقط بخروقات تجارية، بل بشبهة تعريض صحة المستهلكات للخطر، وخداع فئات واسعة من الفتيات والنساء بحلم الجسد “المثالي”.
القضية انفجرت قبل أيام،.. حين داهمت السلطات محلا تجاريا مملوكا لليوتيوبر الشهيرة داخل مركز معروف بمدينة إنزكان. العملية أسفرت عن حجز كميات كبيرة من تلك “الخلطات السحرية”،.. إضافة إلى توقيف فتاة كانت تروج للمنتجات داخل المحل، وشاب يشتبه في كونه الممون الرئيسي لصوفيا بالمواد الخام.
التحقيقات كشفت الكثير،.. من بينها أن العلامة التي تسوق بها هذه المنتجات ليست إلا غلافا زائفا لسلع مجهولة المصدر،.. لا تحمل أي مصادقة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. واللافت أن الترويج لهذه الخلطات كان يجري عبر حسابات إلكترونية لها شعبية واسعة،.. تستهدف جمهورا شابا يتأثر بسرعة بإغراءات “تحولات جسدية سريعة”.
وتترقب الأوساط الإعلامية والحقوقية ما ستسفر عنه جلسة الغد،.. حيث يرتقب تقديم صوفيا أمام أنظار القضاء، وسط تساؤلات عن شبكات أوسع محتملة،.. ومسؤوليات أخلاقية لمنصات التواصل التي تتحول تدريجيا إلى أسواق مفتوحة لبضاعة دون حسيب.