في قلب السهول الخصبة لمنطقة دكالة، يشهد قطاع العنب نهضة اقتصادية مميزة، محققا إنتاجا سنويا يصل إلى 30 ألف طن. يعلن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة بفخر عن هذه الأرقام التي تبرز إسهامات المنطقة في الاقتصاد الوطني، حيث تغطي زراعة العنب مساحة تقدر بـ 15 ألفا و25 هكتارا.
من هذه المساحة الشاسعة، تحتل زراعة الـعنب في الأراضي البورية الهامشية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور حوالي 12 ألفا و822 هكتارا، بينما تتوزع المساحة المتبقية، والبالغة 2203 هكتارات، على الأراضي المسقية، مما يعكس تنوع الظروف الزراعية التي تزدهر فيها هذه الفاكهة.
العنب يغزو الأسواق
ويقول حسين الرحاوي، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة، إن منطقة دكالة، المعروفة بجودة عنبها، تشهد نموا ملحوظا في هذا القطاع، مساهِمة بنسبة 27 في المائة من الإنتاج الوطني لعنب المائدة. وأشار الرحاوي إلى أن زراعة الـعنب تشكل قطاعا ذا إمكانيات عالية للنمو والتنمية في إقليمي الجديدة وسيدي بنور.
وفي سياق جهود تعزيز هذا القطاع،.. يوضح الرحاوي أن المديرية الجهوية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة يبذلان جهودا حثيثة لدعم ومواكبة هذا القطاع بهدف تثمينه وتطويره. ومن أبرز هذه الجهود، إحداث وحدة لتثمين الـعنب ضمن إطار مخطط المغرب الأخضر،.. لصالح فلاحي المنطقة المنخرطين في المجموعة ذات النفع الاقتصادي “منتجي الـعنب الدكالي”.
تعتبر هذه الوحدة منصة لتسويق وتعبئة عنب المائدة،.. بالإضافة إلى فواكه وخضروات أخرى. وقد تم بناء هذه الوحدة على مساحة تبلغ 1500 متر مربع،.. وهي مجهزة بسلسلة تعبئة بطاقة تبلغ 14 ألف طن سنويا من الـعنب وغيره.
تشكل هذه المبادرة خطوة رائدة في تعزيز القيمة المضافة للعنب،.. حيث تساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الفلاحين،.. فضلا عن تحسين جودة المنتج النهائي وتعزيز مكانته في الأسواق الوطنية والدولية.
اقرأ أيضا: جودة التين في أولاد افرج تجذب تجار المغرب
بهذا، تمضي منطقة دكالة قدما نحو مستقبل زراعي واعد،.. مستندة إلى تاريخ طويل من الإنتاج الزراعي المميز،.. ومؤكدة دورها كمركز رئيسي لإنتاج عنب المائدة في المغرب. فبفضل الجهود المستمرة والدعم الفعال،.. تتجدد آمال فلاحي دكالة في تحقيق المزيد من النجاحات والازدهار الاقتصادي.