شهدت المياه الإقليمية القريبة من مدينة الناظور حدثا غير مسبوق، حيث أنشأت روسيا نقطة تفريغ جديدة للنفط الخام في البحر الأبيض المتوسط، وفقا لتقارير صادرة عن وسائل إعلام روسية. وأشارت البيانات إلى أن ناقلة النفط العملاقة “رولين” قامت مؤخرا بنقل نفط الأورال من سفينة أصغر حجما تدعى “سيريندي”، في أول عملية من نوعها في هذه المنطقة.
إلى جانب الناقلة “رولين”، وصلت ناقلتان إضافيتان هما “أوشن إيه إم زد” و”سي فيديليتي” إلى المنطقة نفسها. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن السفن الثلاث كانت قد شحنت حوالي 730 ألف برميل من النفط في ميناء بريمورسك الروسي. ويهدف هذا النظام إلى تقليل تكلفة نقل النفط لمسافات طويلة، إلا أنه أثار قلقا متزايدا لدى الدول الأوروبية.
إسبانيا، التي سبق لها أن تدخلت لوقف عمليات مماثلة قبالة مدينة سبتة المحتلة،.. قد تجد نفسها أمام تحد جديد، خاصة مع اختيار روسيا لموقع جديد لإقامة نقطة التفريغ قرب مليلية المحتلة. وتشير التقارير إلى أن هذه العمليات، التي غالبا ما تتم في المياه الدولية، تحظى برقابة أقل وتستخدم ناقلات غير مرتبطة بشركات تابعة لدول مجموعة السبع.
إقرأ أيضا: كابوس تسرب النفط يهدد سواحل المغرب: نقل النفط الروسي يثير مخاوف بيئية
وقد زاد من تعقيد الوضع أن هذه العمليات تتم بعيدا عن أعين الرقابة المشددة،.. في ظل غياب سجلات تأمين رسمية لهذه السفن ضمن قواعد بيانات المنظمة البحرية الدولية.
وسبق المنظمة البحرية الدولية أن حذرت من خطورة عمليات تفريغ النفط في عرض البحر،.. حيث تزيد من احتمالات وقوع حوادث بيئية كارثية، بما في ذلك تسرب النفط، الأمر الذي يهدد النظام البيئي البحري.
يأتي هذا التحرك الروسي في سياق الحرب المستمرة مع أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو،.. حيث تسعى روسيا إلى الالتفاف على القيود المفروضة على صادراتها النفطية. ووفقا لوسائل الإعلام الروسية، فقد أصبح ميناء مليلية المحتلة والمياه القريبة منه بديلا عمليا بعد تضييق الخناق على نقاط التفريغ الأخرى، مثل خليج لاكونيا في اليونان.