فجأة، تحولت ميانمار إلى بؤرة كوارث طبيعية بعدما ضربها زلزال عنيف بلغت قوته 7.7 درجات على سلم ريختر، صباح اليوم الجمعة، وفق ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. الزلزال، الذي كان مركزه على عمق 10 كيلومترات شمال غرب مدينة ساغاينغ، تسبب في أضرار مادية جسيمة بالعاصمة نايبيداو، حيث تصدعت طرقات رئيسية، وانهارت أجزاء من مبان عامة وخاصة.
وفي مشهد يزيد من المأساة، لم تمض سوى 12 دقيقة حتى ضرب زلزال ثان بقوة 6.4 درجات المنطقة ذاتها، ما عمق من حجم الخسائر البشرية والمادية. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر رسمي في ميانمار، أن مستشفى رئيسيا في العاصمة تحول إلى منطقة تعج بالضحايا، ما يعكس الكارثة الصحية التي تعيشها البلاد.
الزلزال لم يتوقف عند حدود ميانمار، بل امتد تأثيره إلى الجارة تايلاند،.. حيث شعر سكان العاصمة بانكوك بالهزة العنيفة، ما أدى إلى انهيار ناطحة سحاب من 30 طابقا كانت قيد البناء،.. واحتجاز 43 عاملا تحت الأنقاض، وفق ما أكده مسؤولون أمنيون وطبيون. كما أعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية، بايثونغتارن شيناواترا، حالة الطوارئ في العاصمة،.. وتم تعليق خدمات المترو والقطارات السريعة مؤقتا.
في الصين، وتحديدا في مقاطعة “يونان” جنوب غرب البلاد، أكد مركز الزلازل في بكين أن السكان شعروا بالهزة،.. مقدرا قوتها بـ7.9 درجات، وهو رقم يفوق التقديرات الأولية الصادرة عن جهات أخرى.
زلزال مينمار.. المجلس العسكري يصعب الحصول على المعلومات
وفي ظل هذه التطورات المأساوية، وجه المجلس العسكري الحاكم في ميانمار نداء دوليا عاجلا للمساعدة الإنسانية، ..وأعلن حالة الطوارئ في ست مناطق على الأقل. غير أن محدودية الوصول إلى المعلومات بسبب الرقابة المشددة على وسائل الإعلام والإنترنت داخل البلاد،.. تصعب من تحديد الحجم الحقيقي للكارثة، خاصة مع انقطاع الاتصال بعدد من وكالات الأنباء الدولية،.. التي لم تتمكن من التواصل مع شركائها على الأرض.
صور التقطت من العاصمة نايبيداو ومدينة ماندالاي تظهر حجم الدمار، فيما بدا أن مدينة يانغون،.. كبرى مدن البلاد، لم تتأثر بشكل كبير رغم شعور سكانها بهزات طويلة ومقلقة. ومع ذلك، يسود القلق من زلزال آخر قد يضرب المنطقة خلال الأيام المقبلة. تاريخيا،.. تقع ميانمار فوق صدع زلزالي نشط، حيث شهدت منذ عام 1930 ما لا يقل عن ستة زلازل تفوق قوتها سبع درجات.