يشهد المغرب حركية غير مسبوقة في قطاع الطيران مع إطلاق خطة “المطارات 2030″، التي رصدت لها استثمارات ضخمة تناهز 38 مليار درهم. هذه الاستراتيجية الجديدة لا تهدف فقط إلى رفع القدرة الاستيعابية لمطارات المملكة، بل تراهن على جعل البلاد مركزا محوريا للنقل الجوي على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة مع الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
اللافت أن هذا الورش الاستراتيجي استقطب اهتمام كبريات الشركات العالمية، وفي مقدمتها المجموعة الأمريكية “بكتل”، المصنفة كثاني أكبر شركة أشغال عامة في الولايات المتحدة سنة 2025 حسب مجلة Engineering News-Record. الشركة أبدت رغبتها الجادة في دخول مفاوضات بشأن عقد ضخم للمساهمة في تحديث المطارات المغربية، وفق ما كشفته منصة Africa Intelligence.
الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة المغربية والمكتب الوطني للمطارات (ONDA) للفترة ما بين 2025 و2030 تشكل حجر الأساس لهذه النقلة النوعية. فهي ترتكز على محورين رئيسيين:
- 25 مليار درهم لتوسعة مطارات رئيسية مثل مراكش-المنارة، أكادير-المسيرة، طنجة-ابن بطوطة وفاس-سايس، إلى جانب تشييد محطة جديدة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء.
- 13 مليار درهم ستخصص لأعمال الصيانة المستمرة، التحديث التقني، واقتناء العقارات اللازمة للتوسعة.
هذا الاستثمار يأتي في وقت يعرف فيه قطاع السياحة المغربي انتعاشا لافتا، مع استقبال ما يقارب 17,4 مليون سائح خلال 2024، بزيادة بلغت 20% مقارنة بالعام السابق.
وبالتوازي مع تطوير البنيات التحتية الأرضية، تستعد الخطوط الملكية المغربية لمضاعفة أسطولها تدريجيا، إذ يرتقب أن يرتفع عدد الطائرات من 56 حاليا إلى 107 سنة 2030، قبل أن يبلغ سقف 200 طائرة في أفق 2037.
هذه الدينامية، التي تجمع بين تحديث المطارات وتوسيع أسطول الناقل الوطني، تعكس إرادة المغرب في ترسيخ مكانته كمنصة جوية كبرى قادرة على استقطاب المزيد من الرحلات الطويلة المدى وتعزيز الربط مع الأسواق العالمية. وإذا ما تحققت شراكة مع “بكتل”، فستمنح البلاد خبرة هندسية عالمية المستوى، وتسرع إنجاز مشاريع ضخمة وفق المعايير الدولية، في أفق استحقاق مونديال 2030.