رغم التوقعات الإيجابية التي حملها البلاغ الأخير للمجلس الجماعي بالدار البيضاء حول تخصيص 80% من المساحة الرملية في الشواطئ للاصطياف الحر، تفاجأ المصطافون بواقع مختلف على الأرض. عند توجههم إلى شواطئ المدينة، مثل شاطئ عين الدياب، وجدوا أن الرمال قد احتلتها شركة خاصة أبرمت عقدا مع الجماعة لاستغلالها.
تفاجأ العديد من المصطافين بوجود مظلات وكراسي مملوكة لشركة خاصة تغطي معظم مساحة الشاطئ،.. مما يناقض البلاغ الذي أصدرته الجماعة. ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الجماعة منعت كراء المظلات والكراسي بطريقة عشوائية، وفي المقابل،.. تعاقدت مع شركات خاصة لتقديم نفس الخدمة. اشترطت الجماعة على هذه الشركات تحديد سعر معروف وتوحيد لون المظلات، واحترام المسافة بين المظلات.
إقرأ أيضا: تحرير شواطئ الدار البيضاء من استغلال كراء “الباراسولات” وحراس السيارات
رغم هذه الشروط، أكد عدد من المصطافين أن الشركة قامت بـ”احتلال” الشاطئ،.. مما ترك المواطنين دون المساحة الحرة الموعودة والتي تمثل 80% من الشاطئ. وجدت الأسر التي جاءت للاستمتاع بالشاطئ نفسها مضطرة إلى استخدام التجهيزات المدفوعة،.. في ظل غياب المساحات الحرة المعلنة.
في بلاغها، ذكرت جماعة الدار البيضاء أنه سيتم تجهيز الشواطئ بمظلات وكراسي وطاولات متاحة للإيجار بنسبة 20% من المساحة الرملية المتاحة، بالنسبة للمواطنين الراغبين في ذلك، وفقا للقوانين الوطنية المتعلقة بتدبير الشواطئ. ودعت الجماعة المصطافين إلى اللجوء إلى السلطات والمعنيين بإنفاذ القانون المتواجدين بعين المكان في حال مطالبتهم بأي رسوم أو إلزامهم باستخدام الأدوات والتجهيزات المعدة للإيجار.
تشعر ساكنة الدار البيضاء بالإحباط من التناقض بين البلاغات الرسمية والواقع على الأرض. في حين أن الجماعة تهدف إلى تنظيم استخدام الشواطئ وتحسين الخدمات المقدمة للمصطافين،.. إلا أن التنفيذ العملي لا يزال يواجه تحديات تتطلب المزيد من الرقابة والشفافية لضمان تحقيق الأهداف المعلنة وتوفير بيئة مريحة ومجانية للمواطنين.