أبان الطفل المغربي خالد أهريويل، البالغ من العمر 11 عاما، عن شجاعة نادرة عندما أنقذ طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات من الغرق في بلدة بوديغرافن بمقاطعة جنوب هولندا، بالقرب من مبنى الصليب الأحمر، وذلك بعد ظهر يوم الثلاثاء. بفضل تدخله السريع، تم إخراج الطفلة من المياه في الوقت المناسب، ما حال دون وقوع مأساة.
كان خالد في طريقه إلى المنزل قادما من المسجد لجلب بعض الأغراض لوالده، وعند مروره بجسر قريب، لمح مجموعة من الأطفال يلعبون بغصن شجرة بالقرب من المياه. لكنه فقدهم من نظره لبرهة قصيرة، وهي اللحظة التي يعتقد أن الحادث وقع خلالها.
عندما عاد من نفس الطريق، سمع صرخات استغاثة من الأطفال. في البداية، لم ير سوى الغصن يطفو فوق الماء، وكان على وشك مواصلة طريقه، لكن نداءات “النجدة، النجدة!” التي تعالت دفعته للتوقف. عندها فقط، لمح خصلات شعر الطفلة بالكاد ظاهرة فوق سطح الماء.
لم يتردد خالد لحظة واحدة، خلع سترته وألقى بنفسه في المياه الباردة. كانت الطفلة قد غاصت بالكامل، واضطر إلى بذل كل ما في وسعه لسحبها إلى السطح. سرعان ما انضم إليه بعض المارة للمساعدة، في حين تم الاتصال بالإسعاف والشرطة. كان عمق المياه يبلغ 1.50 متر، بينما لا يتجاوز طول خالد 1.60 متر، ما زاد من صعوبة الموقف.
لم يتأخر وصول فرق الطوارئ، حيث حضرت سيارة إسعاف ورجال الشرطة، كما هبطت مروحية إنقاذ لتقديم الدعم الطبي العاجل. تم نقل الطفلة إلى المستشفى للاطمئنان على صحتها.
خالد، الذي لم يمض على إقامته في بوديغرافن سوى أربعة أشهر، بدا متأثرا خلال مقابلة صحفية أجريت معه في موقع الحادث، حيث قال: “لو لم أتمكن من إنقاذها، لكنت شعرت بالسوء الشديد”. هذا التصرف البطولي لقي إشادة واسعة من المجتمع المحلي.