الأكثر مشاهدة

بين الأمل والحذر.. قطاع الزيتون المغربي يستقبل الشتاء بأفراح وأوجاع

مع حلول موسم الشتاء، تنفست الأرض الصعداء بفضل الأمطار الوفيرة التي عادت لتغذي الأشجار وتعزز من إنتاجها. لكن، ما بين الفرح بالتساقطات وانشغال الفلاحين بتحقيق أفضل جودة لمنتوجاتهم، يظل التغير المناخي أحد أكبر التحديات التي تهدد قطاع زيت الزيتون في المغرب.

وفي تصريح استقته “آنفا نيوز” من أحد الفلاحين المهنيين في قطاع الزيتون وزيت الزيتون بمكناس، قال: “لا يخفى على أحد أن أشجار الزيتون، بعد موسم الحصاد في شهر ديسمبر، تدخل في مرحلة سكون وسبات طبيعي نتيجة لتقلبات درجات الحرارة. ولكن في السنة الماضية، وبتأثير الارتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة، لم تتمكن الأشجار من الاستفادة الكافية من فترة الراحة اللازمة، مما أثر على جودة الزيتون وأدى إلى تساقط الأزهار. هذا التساقط أثر بشكل كبير على الإنتاج وجودة الزيت الناتج، حيث تراجعت نسبة الزيت الممتاز، وكان المذاق والجودة أقل من المعتاد”.

الأمطار تعيد البسمة لمنتجي الزيتون في المغرب.. فهل تستمر؟

وبخصوص المقارنة بين هذا العام والعام الماضي، أشار المتحدث إلى وجود تحسن ملحوظ،.. حيث أن التزهير في أشجار الزيتون لهذا العام يبدو أفضل وأكثر انتظاما. “تتوزع هذه النتائج الإيجابية على كافة المناطق المنتجة للزيتون، خاصة في المناطق التي استفادت من الشتاء البارد، والذي يبشر بحصاد جيد بإذن الله”. وفي حال استمر الطقس كما هو، سيظل الزيتون متوفرا بكميات كبيرة، مع جودة عالية، مما يضمن تعافي القطاع من الآثار السلبية التي خلفتها السنوات الماضية.

- Ad -

لكن رغم التفاؤل، يبقى التغير المناخي بمثابة تهديد حقيقي، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة غير المتوقع،.. وقلة التساقطات المطرية في بعض المناطق،.. تساهم بشكل مباشر في تقليل قدرة الأشجار على النمو الطبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية في بعض الأحيان. ومع ذلك، فإن الفلاحين المغاربة يتعاملون مع هذه التحديات بكل احترافية،.. من خلال اتباع أفضل الأساليب في زراعة الزيتون، وكذلك باستخدام تقنيات جديدة لتحسين جودة الزيت.

إضافة إلى ذلك، يعتبر الماء أحد أكبر العوامل التي تؤثر في إنتاج الزيتون. فكلما كان الفلاح قادرا على ضمان توفير كميات كافية من الماء،.. كلما تمكن من الحصول على زيتون ذو جودة عالية يوضح المتحدث. كما نوه إلى أن طريقة النقل والتخزين لها تأثير كبير على الحفاظ على الجودة،.. حيث أن الزيتون يجب أن ينقل في صناديق نظيفة وبسرعة لتجنب ارتفاع درجة حرارته، ما قد يؤثر سلبا على الزيت.

وفي الختام، يبقى التحدي الأكبر أمام الفلاحين المغاربة هو التأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة،.. وتطوير تقنيات زراعية قادرة على تلبية احتياجات القطاع من حيث الإنتاجية والجودة.

مقالات ذات صلة