من جديد، عاد وادي انفيفيخ الواقع بين المحمدية والمنصورية، قبيل مصبه بشاطئ “صابليت”، إلى واجهة الجدل البيئي بعد تسجيل نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في مشهد يتكرر للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، من دون أن تتضح الأسباب الحقيقية وراء هذه الكارثة.
المكتب الإقليمي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمحمدية وجه نداء عاجلا إلى عامل الإقليم لفتح تحقيق رسمي يكشف عن خلفيات ما يجري في الوادي، متسائلا عن احتمال تحوله إلى مكب للمياه العادمة، ومطالبا بالكشف عن الإجراءات المتخذة لتفادي هذه المآسي.
محمد رزقاوي، رئيس المكتب الإقليمي للجمعية، شدد على أن ما يحدث يتجاوز التغيرات المناخية، ويرتبط ـ حسب رأيه ـ بـ”التلاعب بالطبيعة والوعي غير الأخلاقي تجاه الكائنات الحية”. بينما ذهب فاعلون بيئيون آخرون إلى أن الأمر قد يكون مرتبطا بقنوات صرف صحي تصب قرب المصب، مما يزيد الضغط على النظام البيئي للوادي.
من جهته، أوضح محمد السحايمي، رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة، أن هذه الظاهرة تتكرر كل صيف تقريبا، وتزامنها مع ارتفاع الحرارة يجعلها أكثر خطورة. ودعا إلى إجراء دراسات ميدانية دقيقة على طول مجرى الوادي، لتحديد مصادر التلوث بدل الاكتفاء بالاستنتاجات غير المؤكدة.
السحايمي ذكر بأن الوادي يعبر جماعات مثل بني يخلف وفضالات وبني مغيث، حيث يوجد مطارح نفايات وقنوات صرف تؤدي إلى تلوث إضافي. وأكد أن الاستنتاجات الأكثر تداولا تشير إلى نقص الأوكسجين بفعل ركود المياه وتلوثها، وهو ما يحول الوادي إلى بيئة غير صالحة للحياة المائية.
ولفت إلى أن وادي انفيفيخ كان في الماضي فضاء نقيا يقصده الصيادون والمصطافون، قبل أن يفقد مكانته بسبب التلوث. وختم بالقول إن الوادي يشكل موقعا استراتيجيا يمكن أن يتحول إلى فضاء طبيعي وسياحي، شرط تدخل السلطات المحلية والإدارية بشكل عاجل لوضع حد لمسببات التلوث وحماية الحياة المائية.