يشهد المغرب في الآونة الأخيرة نقاشا محوريا حول تعزيز الأمن العام عبر توسيع نطاق كاميرات المراقبة في الفضاءات العمومية، تزامنا مع استعداده لاستضافة كأس أمم أفريقيا وكشفه عن ملف ترشيحه لاستضافة مونديال 2030. هذا الموضوع يحتل مكانة بارزة في الأجندة الوطنية، حيث تبرز الحاجة الماسة إلى تكثيف التدخلات الأمنية الفورية والفعالة لمواجهة التحركات المشبوهة والجرائم.
استراتيجيات المدن المغربية في تعزيز الأمن
ضمن الاستعدادات الخاصة بمونديال 2030،.. تعهدت مدينة أكادير بتركيب 2000 كاميرا في حوالي ألف موقع، ما يعكس التزام المملكة بتوفير أعلى مستويات الأمان خلال التظاهرة الدولية الكبرى. ومع ذلك،.. يبقى التساؤل قائما حول مدى استمرارية هذه التجهيزات بعد انتهاء البطولة.
مدينة طنجة بدورها تخطط لتثبيت 533 كاميرا مراقبة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بميزانية تصل إلى 56 مليون درهم،.. ضمن مشروع تنفذه وكالة تنمية أقاليم الشمال. هذا المشروع سيساهم في تعزيز البنية التحتية للألياف البصرية والكهربائية في المدينة،.. مما يعكس رؤية طموحة لتعزيز الأمن الرقمي في “عروس الشمال”.
أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت على أهمية توسيع نطاق المراقبة بالكاميرات للحفاظ على الأمن العام وإدارة الحشود خلال الأحداث الرياضية والاضطرابات. وأشار في جوابه على سؤال برلماني إلى استكمال 24 مشروعا لتركيب أنظمة مراقبة بالكاميرات في عدة مناطق منها مراكش وأكادير وفاس وطنجة والدار البيضاء. بالإضافة إلى ذلك،.. هناك 17 مشروعا قيد الدراسة في 12 إقليما آخر.
وفي تفاعل مع الموضوع، أوضح الطيب الهزاز، مستشار في الأمن الرقمي،.. أن كأس العالم يمثل فرصة ذهبية للمغرب لتعزيز منظومته الأمنية، مشيرا إلى أن الدول الرائدة في الأمن تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لتحقيق أهدافها. وأضاف أن توسيع نطاق كاميرات المراقبة سيساهم في رفع مستوى الأمان في المدن وضواحيها.
استكمال مشاريع كاميرات المراقبة
من جانبه، أكد محمد شقير،.. باحث في الشؤون الأمنية،.. أن الاعتماد على التكنولوجيا أصبح ضروريا في ظل تزايد السكان وتعقيد البنية الحضرية. وأشار إلى تجربة الدار البيضاء التي أنشأت غرفة عمليات أمنية تعتمد على التكنولوجيا لرصد التحركات المشبوهة. واعتبر شقير أن استضافة كأس العالم يمكن أن تحفز المغرب على تعزيز قدراته في مجال المراقبة الأمنية،.. لتحقيق أمان كامل للزوار وتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال حتى بعد انتهاء البطولة.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المغرب يخطو خطوات جدية نحو تعزيز أمنه العام عبر توسيع استخدام كاميرات المراقبة في الفضاءات العمومية. هذه الخطوة لا تعكس فقط التزام المملكة بتوفير الأمان خلال التظاهرات الدولية،.. بل تشكل أيضا جزءا من استراتيجية شاملة لتحسين البنية التحتية الأمنية وجعل التكنولوجيا عنصرا أساسيا في إدارة الأمن الحضري.
إقرا أيضا : برنامج تأهيل المدن القديمة: 7,9 مليار درهم لتهيئة 21 موقعا
بتعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق كاميرات المراقبة،.. يطمح المغرب إلى تقديم نموذج يحتذى به في المنطقة في مجال الأمن الرقمي. هذه الجهود ستسهم في تعزيز شعور الأمان لدى المواطنين والزوار على حد سواء،.. مما يدعم السياحة ويسهم في التنمية المستدامة.