كشفت محكمة الجنايات بمدينة بولونيا الإيطالية عن قرار مثير للجدل أعاد تصنيف جريمة دهس راح ضحيتها مواطن مغربي إلى مجرد “حادث عرضي”، مانحة بذلك سائق الشاحنة المتورط في الواقعة حكما مخففا بالسجن لمدة ثلاث سنوات فقط.
الضحية، المدعو رشيد نفير، مهاجر مغربي يبلغ من العمر 47 سنة، لقي مصرعه يوم 27 شتنبر 2019 أمام مصنع السكر “كوبروب” الواقع بمدينة مينيربيو، بعد أن صدمته شاحنة كان يقودها روكو جوليو كابريا، البالغ من العمر 53 سنة والمنحدر من مدينة ريجيو كالابريا.
النيابة طالبت بـ18 سنة… لكن الدفاع غير مجرى القضية
في الوقت الذي أصرت النيابة العامة، بقيادة المدعية ماريانجيلا فارنيتي، على أن الجريمة كانت متعمدة،.. مطالبة بعقوبة تصل إلى 18 سنة سجنا، نجحت هيئة الدفاع في تقديم سيناريو مغاير: السائق لم يكن ينوي القتل، وإنما تشتت انتباهه بسبب اقتراب شخص آخر من الجهة اليسرى وهو يحمل قضيبا حديديا، مما دفعه إلى الانحراف يمينا، وأدى ذلك بشكل “عرضي” إلى دهس الضحية.
هذا الطرح، الذي قدم أثناء المرافعات، أفضى إلى إعادة تصنيف الجريمة من قتل عمد إلى قتل غير متعمد،.. وهو ما فتح الباب أمام تخفيف العقوبة بشكل جذري،.. خاصة بعد أن قضى المتهم جزءا من حبسه رهن الإقامة الجبرية، قبل أن يطلق سراحه حاليا بشكل كامل، دون أي تدابير احترازية.
إقرأ أيضا: محكمة فوجيا الإيطالية تصدر أحكاما صارمة في قضية اعتداء وحشي على مغربي
ورغم نطق المحكمة بالحكم، إلا أن النيابة العامة لم تغلق الملف نهائيا،.. إذ من المرجح أن تقدم طعنا قضائيا ضد القرار،.. نظرا لما اعتبرته تقارير إيطالية “تناقضا في الوقائع” بين نية القتل من جهة، وادعاءات الدفاع من جهة أخرى.
قضية مقتل رشيد نفير تعيد إلى الواجهة تساؤلات عميقة حول عدالة القضاء في قضايا المهاجرين،.. خاصة عندما يتعلق الأمر بفوارق في الحماية القانونية أو التقدير الجنائي للوقائع التي يقتل فيها مهاجرون في ظروف غامضة.