الأكثر مشاهدة

معهد سيرفانتيس بالدار البيضاء “عمره 90 سنة” يدخل مرحلة جديدة من الترميم

انطلقت بشكل رسمي، أشغال ترميم معهد سيرفانتيس العريق في مدينة الدار البيضاء، خلال حفل رسمي لوضع الحجر الأساس بحضور شخصيات دبلوماسية وثقافية من المغرب وإسبانيا، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء هذه المعلمة التاريخية وجعلها مركزا مرجعيا للغة والثقافة الإسبانيتين بالمملكة.

ويأتي هذا المشروع في إطار دينامية ثقافية جديدة بين الرباط ومدريد، تضع الثقافة في صلب التقارب بين الشعوب، حيث تم التأكيد خلال الحفل على أن معهد سيرفانتيس لا يمثل مجرد مؤسسة تعليمية، بل يشكل جسرا حيويا للتواصل الحضاري وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين.

وفي كلمة بالمناسبة، شدد إنريكي أوجيدا فيلا، سفير إسبانيا بالمغرب، على أهمية هذا المعهد في الحفاظ على الذاكرة الثقافية المشتركة، قائلا: “الثقافة هي روح الشعوب، والتبادل الثقافي جزء لا يتجزأ من العلاقة التاريخية الطويلة بين المغرب وإسبانيا”. وأضاف أن البلدين يوليان أهمية كبيرة لتعزيز تعاونهما الثقافي، وهو ما ينعكس من خلال هذا المشروع.

- Ad -

من جانبه، أكد لويس غارسيا مونتيرو، المدير العام لمعهد سيرفانتيس، أن الترميم لا يهدف فقط إلى تحديث البنية التحتية، بل إلى الحفاظ على الروح الأصلية للمكان، مشيرا إلى أن المبنى، الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1934، سيتحول بعد الترميم إلى فضاء ثقافي حديث يستجيب لمتطلبات العصر دون التفريط في هويته التاريخية.

وقد صمم المشروع المعماري من طرف المهندس الإسباني خيسوس أولارغي، بشراكة مع المعماري المغربي عمر العلوي، في نموذج يعكس التكامل الثقافي بين الضفتين.

ويمتد المعهد المجدد على مساحة داخلية تفوق 2300 متر مربع، بالإضافة إلى فضاءات خارجية تصل إلى 1000 متر مربع، تتضمن حدائق وساحات ومساحات للتلاقي الثقافي. وسيضم المركز مستقبلا قاعات دراسية، مكتبة، فضاء إداري، مقهى أدبي، ومساحات خضراء.

وبهذه الخطوة، تستعد العاصمة الاقتصادية للمملكة لاستقبال فضاء ثقافي متجدد سيكون له دور محوري في تعزيز اللغة الإسبانية بالمغرب، وإعادة تنشيط الحياة الثقافية في قلب المدينة، في وقت تتعزز فيه جسور التعاون بين المغرب وإسبانيا على أكثر من صعيد.

مقالات ذات صلة