مع إشراقة شمس غشت، تتزين شواطئ الدار البيضاء لاستقبال آلاف الزوار الباحثين عن نسيم البحر وأجواء الاسترخاء. وفي قلب هذا المشهد، تظل شاطئ عين الذئاب وجهة صيفية مفضلة، حيث يبدأ النشاط منذ ساعات الصباح الأولى، لتستقبل الرمال الذهبية أولى دفعات المصطافين، بينما تنتشر المظلات والمقاعد في نظام واضح.
منذ التاسعة صباحا، يكون المشهد جاهزا: فرق النظافة منهمكة في عملها، عناصر الأمن تنتشر عند المداخل الرئيسية، وحراس الإنقاذ يتأهبون لمراقبة المصطافين. كثير من الزوار، سواء من أبناء المدينة أو القادمين من مدن أخرى، عبروا عن رضاهم بمستوى النظافة والتنظيم هذا العام، معتبرين أن الشاطئ عرف تحولا ملحوظا. أحد المغاربة المقيمين بالخارج قال: “غيابي عن الدار البيضاء منذ 2006 جعلني ألاحظ فرقا كبيرا على جميع المستويات، والشاطئ خير دليل على ذلك”.
ولم تقتصر الإشادة على النظافة فقط، بل شملت أيضا طريقة تدبير كراء المظلات، حيث تمت الإشارة إلى أن السلطات نجحت في الحد من ظاهرة “الكراء العشوائي”. وأكد بعض المصطافين أن بإمكان أي شخص جلب مظلته أو منشفة خاصة دون أي تضييق أو رسوم إضافية.
ولتفادي الاستغلال، وضعت لوحة عند المدخل تحدد الأسعار: 30 درهما للمقعد الشمسي، 30 درهما للمظلة، 10 دراهم للطاولة، و5 دراهم للكرسي، مع منع نصب الخيام أو تغطية المظلات بالأقمشة، وحظر دخول الدراجات، الخيول، الكلاب، الكواد وألعاب الكرة. ووفق أحمد أفيلال، نائب رئيس المجلس الجماعي، فإن دفتر التحملات يفرض تخصيص 80% من مساحة الشاطئ لولوج العموم مجانا، فيما لا تتعدى مساحة الكراء 20%.
هذه الدينامية تندرج في إطار حملة “صيف نظيف” التي أطلقتها جماعة الدار البيضاء بشراكة مع شركة التنمية المحلية “كازا بيئة”، حيث تم توزيع فرق تنشيط بيئي على خمسة فضاءات عامة، إلى جانب برامج توعية في 16 مقاطعة.
وبالتوازي، تشهد المدينة برنامجا حافلا بالأنشطة الصيفية، من حفلات موسيقية وعروض شارع وعروض سينمائية مفتوحة، مرورا بأنشطة للأطفال ومسابقات رياضية، في الساحات والشواطئ والحدائق والمراكز الثقافية والمرافق الرياضية، ما يحول العاصمة الاقتصادية إلى فضاء نابض بالحياة طوال الموسم.