تحول حلم سيدة في القصر الكبير بالسعي نحو الجمال إلى فاجعة إنسانية، بعدما فقدت حياتها إثر استعمال مرهم تجميلي غير مرخص اشترته عبر موقع “فيسبوك”، في حادث هز الرأي العام المحلي يوم الجمعة الماضي.
الضحية، وهي امرأة في الثامنة والثلاثين من عمرها تقيم بحي زبيدة الشعبي، كانت تبحث عن علاج بسيط لتشوه جلدي خلقي أسفل الظهر، قبل أن تقع ضحية إعلان ترويجي لمستحضر يقدم على الإنترنت بوصفه “مرهما سحريا” يعالج العيوب الجلدية بسرعة مدهشة وبثمن زهيد.
لكن ساعات قليلة فقط بعد استعمالها للمنتج كانت كفيلة بتحويل التجربة إلى كابوس حقيقي، إذ أصيبت السيدة بتهيج جلدي حاد والتهابات خطيرة، نقلت على إثرها إلى مستشفى القصر الكبير في حالة حرجة، لتفارق الحياة بعد وقت وجيز من وصولها رغم محاولات الطاقم الطبي إنقاذها.
وكشفت مصادر طبية أن الوفاة ناتجة عن تفاعل سام لمكونات كيميائية مجهولة داخل المرهم، لم تخضع لأي فحص مخبري أو مراقبة صحية، مرجحة أن يكون المنتج مزيجا من مواد حارقة تستخدم عادة في تبييض البشرة أو إزالة الوشم.
وفي أعقاب الحادث، فتحت السلطات المحلية تحقيقا عاجلا لتحديد مصدر المرهم وتتبع الشبكة التي تقف وراء ترويجه عبر الإنترنت، مؤكدة أن الجهود متواصلة لتفكيك شبكات رقمية تتاجر في مستحضرات مشبوهة تهدد صحة المواطنين.
ويأتي هذا الحادث المأساوي ضمن سلسلة من الوقائع المقلقة المرتبطة باستعمال منتجات تجميلية مجهولة المصدر في المغرب، حيث تسجل وزارة الصحة سنويا عشرات الحالات المشابهة، خاصة تلك التي يتم اقتناؤها من صفحات على فيسبوك وإنستغرام دون ترخيص أو رقابة.
ويرى خبراء في السلامة الصحية أن ما يحدث يمثل “قنبلة موقوتة” تهدد الصحة العامة، داعين المستهلكين إلى توخي الحذر من “العروض المغرية” المنتشرة على المنصات الرقمية، والتي تخفي خلف الوعود اللامعة مخاطر قاتلة.