الأكثر مشاهدة

“واشنطن إكزامينر”:مصر ترفض استقبال اللاجئين من غزة.. وهذه أوراق بايدن للضغط عليها

تناولت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية الموالية لإسرائيل في افتتاحيتها ضرورة ممارسة ضغوط إضافية على مصر لقبول النازحين الفلسطينيين، مرتبطة بزيادة المساعدات المقدمة إلى مصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدنيين الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى ملاذ آمن أثناء استمرار إسرائيل في شن هجماتها ضد حماس. في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن مصر مدينة بمبلغ 22 مليار دولار لصندوق النقد الدولي وتبحث عن تأمين 5 مليارات دولار إضافية.

وتعتقد الصحيفة أنه في ضوء هذه الوقائع، يجب أن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن قادرا على التوسط لتحقيق اتفاق.

على الرغم من الفهم لعدم رغبة مصر في فتح معبر رفح مع غزة، نظرا لاستضافتها لنحو 9 ملايين لاجئ من مختلف مناطق الشرق الأوسط، بما في ذلك ما يقرب من 100 ألف من سكان غزة، ومع مراعاة السيطرة الصارمة التي تمارسها مصر على حدودها حتى في الأوقات السلمية، يصعب على مصر فتح حدودها لسكان غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن رغبة سكان غزة في البحث عن ملاذ أمان أثناء هجمات إسرائيل تجعل من الصعب على مصر أن تفتح أبوابها بشكل كبير، مؤكدة على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية لجميع العرب، وأنه يجب على الفلسطينيين البقاء على أراضيهم. هناك إدراك مشترك في المنطقة أن مصر قد تخون قضية إقامة دولة فلسطينية إذا ما قبلت بالنازحين من غزة.

“واشنطن إكزامينر” تثير مخاوف مصر

تظهر هناك أيضا مخاوف أمنية حقيقية مرتبطة بمسألة استقبال اللاجئين من غزة. حيث تعاني مصر بالفعل من وجود جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبر المنظمة الأم لحركة حماس. يعكس هذا الواقع قلق القاهرة بشكل مفهوم من احتمال وجود أعضاء من حماس بين اللاجئين إذا تم السماح لهم بالدخول إلى مصر. يمكن لهؤلاء الأعضاء أن يظهروا رغبة في ممارسة العنف ليس فقط ضد إسرائيل،.. بل أيضًا ضد الحكومة المصرية نفسها، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.

كل هذه الأسباب تعتبر وجيهة لمصر في مقاومة استقبال اللاجئين من غزة. ومع ذلك، هناك أسباب أخرى تجعل هذا الإجراء مبررًا بالنسبة لمصر.

تقول الصحيفة أن “هناك ضرورة إنسانية حقيقية للتصدي لمعاناة اللاجئين والحد من وفيات المدنيين”. وتضيف: “رغم أن إسرائيل تشن حملتها العسكرية ضد حماس مع تجنبها دائما إلحاق الأذى بالمدنيين،.. إلا أنه في صراع متصاعد بهذا الحجم، يصبح من الصعب جدا تجنب الأضرار الجانبية بشكل كامل. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة تصاعدا في حدة العنف بسبب هجوم بري متوقع من قبل إسرائيل،.. ومصر يمكن أن تكون لها دور هام في التخلص من حماس. إذا حاولت حماس زيادة عدد الخسائر البشرية، ستحقق مصر مكاسب كبيرة من تقديم الدعم للمدنيين وتقليل الخسائر البشرية”.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هذه الأسباب الإنسانية والاستراتيجية كافية لتشجيع مصر على استقبال اللاجئين من غزة حسب ذات التقرير.

أوراق الضغط على القاهرة

تتلقى مصر في الأصل ما يقرب من 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية من الولايات المتحدة سنويا. ومؤخرا، علق الرئيس جو بايدن هذه المساعدات بعد عامين من توليه المنصب،.. حيث أقر بتوجيه مبلغ 235 مليون دولار فقط لمصر هذا العام. ويعد هذا الدعم الذي تم تقديمه بواسطة الكونجرس عاملا يمكن استخدامه بواسطة بايدن كوسيلة للضغط على مصر من أجل فتح حدودها.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أيضا مراعاة موقف مصر الاقتصادي. فمصر تدين لصندوق النقد الدولي بمبلغ 22 مليار دولار،.. واستفادت من تقديم مبلغ إضافي قدره 3 مليارات دولار في ديسمبر الماضي. وعلى الرغم من هذه الدعم الإضافي، إلا أن مصر تعاني من تحديات اقتصادية جسيمة، وتعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم. انخفض إنتاج القمح بشكل كبير بسبب الأزمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. ولهذا السبب طلبت مصر مؤخرا من صندوق النقد الدولي زيادة قرضها من 3 مليارات دولار إلى 5 مليارات دولار.

يرجى ملاحظة أن الولايات المتحدة ليست المسيطر الرئيسي على صندوق النقد الدولي، غير أنها تعتبر أكبر مساهم مالي فيه. وحسب صحيفة “واشنطن إكزامينر” على بايدن أن يستفيد من سيطرته البارزة على قرارات صندوق النقد الدولي بشأن القروض. وتشير إلى أنه على ضوء هذه الأمور، يمكن أن يعتبر استقبال اللاجئين من غزة من قبل مصر مكلفا. سيكون اللاجئون بحاجة إلى مأوى وملابس وغذاء ورعاية صحية، مما يتطلب جهودا وتكاليف إضافية. وبالنظر إلى خطورة تسلل حماس وأمان البلاد، سيتعين أيضا تعزيز التدابير الأمنية.

مقالات ذات صلة