الأكثر مشاهدة

أرقام صادمة: 49 وفاة و21 مفقودا في الشواطئ المغربية خلال شهرين.. والوقاية المدنية تحذر

على رمال شاطئ عين الذئاب بالدار البيضاء، حيث الأجواء الصيفية المبهجة والألوان الزاهية للمظلات والضحكات المتناثرة في الأفق، تخوض فرق الإنقاذ التابعة للوقاية المدنية سباقا يوميا مع الزمن. خلف هذه اللوحة السياحية البديعة تختبئ مواجهة مستمرة مع خطر يهدد أرواح المصطافين: الغرق.

ففي مركز الإنقاذ المطل على الشاطئ، التابع للقيادة الجهوية للوقاية المدنية بجهة الدار البيضاء – سطات، يتوزع العشرات من عناصر الحماية المدنية على أبراج المراقبة والمعدات البحرية، مدربين على قراءة حركة الموج والتيارات وكأنها لغة يعرفون تفاصيلها. مهمتهم معقدة، فشاطئ عين الذئاب وحده قد يستقطب خلال عطلة نهاية الأسبوع ما يفوق 250 ألف زائر، وهو رقم يجعل أي غفلة أو تأخر في التدخل خطرا حقيقيا.

طوال 153 يوما من الموسم الصيفي الممتد من فاتح ماي إلى غاية 30 شتنبر، يبدأ يوم رجال الإنقاذ عند الثامنة صباحا ببرنامج صارم يشمل الاجتماعات اليومية لتحديد التعليمات، بناء على نشرات الأرصاد وحالة البحر. وتسند إليهم مهام دقيقة بمساعدة تجهيزات متطورة: دراجات مائية، قوارب مطاطية، ألواح إنقاذ، سيارات رباعية الدفع، إضافة إلى فرقة الغطس المتخصصة في التدخلات تحت الماء.

- Ad -

الوقاية المدنية تخوض سباقا يوميا لإنقاذ المصطافين من الغرق

الأحداث اليومية لا تخلو من مواقف حرجة، كما حدث مؤخرا حين رصدت الفرق طفلا يصارع الأمواج، فكان التدخل سريعا وناجحا. غير أن بعض النداءات تصل متأخرة، خصوصا من شواطئ غير محروسة على بعد كيلومترات من عين الذئاب، حيث تقل فرص النجاة لغياب المراقبة الرسمية.

المجهودات لا تقتصر على رجال الإنقاذ المحترفين فقط،.. إذ يتم تعزيز الطاقم بشباب موسميين مجندين خصيصا لهذه المهمة. هؤلاء “السباحون – المنقذون” يخضعون لتكوين شامل يشمل تقنيات الإنقاذ والإسعافات الأولية والتواصل مع الجمهور،.. بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك). الهدف هو أن يكونوا العيون الساهرة على أدق مؤشرات الخطر وسط الحشود.

غير أن الوقاية تظل دائما السبيل الأنجع لتفادي المآسي. لذلك تركز المديرية العامة للوقاية المدنية على الحملات التوعوية سنويا، عبر نشر لافتات واضحة،.. استخدام مكبرات الصوت، تنظيم لقاءات مباشرة مع المصطافين،.. إلى جانب رسائل إذاعية ورقمية تحذر من مخاطر التهور في البحر.

الأرقام تكشف عن حجم التحدي. فمن فاتح ماي إلى 15 يوليوز 2025، أحصت مصالح الوقاية المدنية 14.040 حالة غرق على الصعيد الوطني،.. تم إنقاذ 13.970 منها، فيما سجلت 49 وفاة و21 مفقودا. وفي الشواطئ المراقبة تم تسجيل 16 حالة وفاة و3 مفقودين فقط، مقابل 33 وفاة و18 مفقودا في المناطق غير المحروسة. أما جهة الدار البيضاء – سطات، فقد عرفت 3.144 حالة، انتهت 14 منها بالوفاة و14 أخرى بالاختفاء.

مقالات ذات صلة