تتواصل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المغرب، ما أثار تساؤلات واسعة حول جذور هذه الظاهرة وتأثيرها على القدرة الشرائية للمواطنين. وفي هذا السياق، أوضح فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، أن هذه المشكلة تعود إلى عوامل متعددة، أبرزها الجفاف الذي أثر سلبا على القطيع الوطني، إلى جانب تداعيات الأزمات الجيوسياسية العالمية، ولا سيما الحرب في أوكرانيا.
جاءت تصريحات لقجع خلال لقاء نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب لمناقشة التدابير المرتبطة بقانون المالية لعام 2025. وأكد المسؤول الحكومي أن تقلص القطيع الوطني بشكل ملحوظ تسبب في ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم، مشيرا إلى أن تلبية الطلب المتزايد باتت تحديا كبيرا في ظل الظروف الراهنة.
وشدد لقجع على أن الحل الجوهري يكمن في إعادة بناء القطيع الوطني إلى مستواه الطبيعي أو تحسينه،.. موضحا أن أي إجراءات مرحلية، مثل استيراد اللحوم أو مراقبة الأسواق،.. لن تكون كافية إذا لم تتم معالجة المشكلة من جذورها. وأبرز أن وقف ذبح إناث الماشية يعد إجراء ضروريا، باعتبارها الأساس في تجديد القطيع،.. مشيرا إلى أن ولادة رأس أو رأسين من الأغنام أو الأبقار يمكن أن تساهم في تحسين الوضع مستقبلا.
إقرأ أيضا: أزمة أسعار اللحوم البيضاء: مربو الدواجن يطالبون بحلول مستدامة
كما أشار لقجع إلى أن الحرب في أوكرانيا أثرت بشكل مباشر على واردات المغرب من المنتجات الغذائية والطاقة،.. مما عمق الأزمة. ومع ذلك، أكد أن الإجراءات الحالية، بما في ذلك استيراد اللحوم من الخارج،.. تسعى إلى التخفيف من وطأة الأزمة، لكنه أقر بأن النتائج قد تستغرق وقتا للظهور.
واختتم لقجع بالإشارة إلى أن تغير سلوك المستهلك المغربي خفف جزئيا من الضغط على الأسعار،.. حيث أضحى الإقبال على اللحوم الحمراء أقل مقارنة بالسنوات السابقة،.. حيث أصبح من كان يشتري 2 كيلوغراما من اللحم يكتفي بكيلوغرام ونصف. ومع ذلك، يظل الحل النهائي رهينا بتنفيذ استراتيجية مستدامة لإعادة بناء القطيع الوطني وضمان استقرار السوق.