تشهد أسعار الذهب في الأسواق العالمية ارتفاعا غير مسبوق، حيث قفز سعر الأونصة إلى 2860 دولارا في 5 فبراير، محققا رقما قياسيا تاريخيا. هذا الارتفاع يعود إلى التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب احتمال فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من كندا والمكسيك، مما عزز الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذا آمنا في أوقات الأزمات الاقتصادية.
انعكاسات الارتفاع على السوق المغربية
لم يكن المغرب بمنأى عن هذه الاضطرابات، حيث سجلت أسعار الذهب قفزات قياسية. فقد تجاوز سعر غرام الذهب من عيار 18، الأكثر تداولا في السوق المحلية، حاجز 750 درهما، بينما وصلت الأونصة إلى 21,560 درهما، وهو ارتفاع غير مسبوق يؤثر بشكل مباشر على سوق المجوهرات والتجارة المرتبطة بالمعدن الأصفر.
ورغم أن الأسعار الدولية عادة ما يكون لها انعكاس مباشر على السوق المغربية، فإن الفارق الحالي بين السعر العالمي وسعر الذهب في المغرب يصل إلى 60 درهما للغرام، وهو ما يفوق التفاوت المعتاد الذي لا يتجاوز في العادة 30 درهما.
تكاليف التصنيع ترفع أسعار الذهب إلى 900 درهم للغرام
في حديثه عن الوضع الحالي، أكد إدريس الحزاز، رئيس فيدرالية الصياغة بالمغرب، أن ارتفاع أسعار الذهب الخام أدى إلى زيادة في كلفة صناعة الحلي والمجوهرات، حيث تختلف رسوم التصنيع وفقا لتعقيد التصميم ونوعية الزخرفة.
وأوضح الحزاز أن كلفة تصنيع الحلي تتراوح بين 30 و150 درهما للغرام حسب درجة التعقيد، حيث تتطلب التصاميم الدقيقة والمزخرفة وقتا أطول، ما يزيد من الفاقد أثناء التصنيع. وإلى جانب ذلك، تشمل التكاليف رسوم الضمان التي تفرضها الجهات المختصة لضمان جودة المصوغات.
عند إضافة جميع هذه العوامل، يمكن أن يتجاوز سعر الغرام الواحد 900 درهم، وهو أمر غير مسبوق في سوق الذهب المغربي، مما دفع بعض الحرفيين إلى تقليل الإنتاج أو التركيز على التصاميم الصغيرة للحفاظ على إقبال الزبائن.
توقعات 2025: استمرار الارتفاع أم تصحيح في الأسعار؟
تشير التوقعات إلى أن البنوك المركزية العالمية ستواصل دعم الطلب على الذهب في 2025، خاصة في ظل عدم استقرار الأسواق المالية. في المقابل، قد تشهد تجارة الذهب والمجوهرات ركودا بسبب الأسعار المرتفعة، ما قد يؤثر على نشاط الصاغة في المغرب.
مع هذه التطورات، يظل السؤال المطروح: هل سيواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية خلال 2025، أم أن السوق ستشهد تصحيحا يعيد الأسعار إلى مستويات أكثر استقرارا؟