تتجه العلاقات العسكرية بين المغرب وتركيا نحو مزيد من التعمق، حيث تشهد الفترة الأخيرة تطورات متسارعة تعكس طموح الرباط لتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال شراكات استراتيجية مع أنقرة. وتأتي هذه الدينامية في إطار عقد صفقات عسكرية مباشرة، إضافة إلى نقل التكنولوجيا وجذب الشركات التركية الكبرى على غرار “أسيلسان” و “بايكار” للاستثمار في الصناعات الدفاعية المغربية.
مفاوضات مع “أسيلسان” لتعزيز القدرات الدفاعية المغربية
وفقا لمصادر مطلعة، يجري المغرب حاليا مفاوضات متقدمة مع شركة “أسيلسان” التركية، وهي واحدة من أكبر الشركات في مجال الصناعات العسكرية. وتهدف هذه المفاوضات إلى إرساء تعاون صناعي دفاعي مشترك، يشمل إنتاج أنظمة قتالية محلية ونقل التكنولوجيا العسكرية، في خطوة تعزز السيادة التصنيعية للمملكة.
وتعرف “أسيلسان” بتصنيع مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، تشمل أنظمة الدفاع الجوي، والأنظمة القتالية البحرية والبرية والجوية، والحرب الإلكترونية، ما يؤهلها لتكون شريكا استراتيجيا لمشاريع المغرب الدفاعية المستقبلية، غلى غرار مواطنتها بايكار التي قررت الاستثمار في المملكة.
تؤكد التقارير أن المناقشات بين الوفد التركي ومسؤولي الدفاع المغاربة تركزت على إنتاج الأنظمة الإلكترونية والحلول الذكية محليا، مع إمكانية التوسع إلى تصنيع الطائرات بدون طيار وتطوير معدات عسكرية متطورة تشمل المدرعات والطائرات والسفن الحربية. كما تم التطرق إلى إمكانية حصول البحرية الملكية المغربية على نظام جديد لإدارة المعارك البحرية، وهو ما يعزز من قدرات المملكة في المجال البحري.
ويبدو أن هذا التعاون قد يرتبط بمشروع إنشاء حوض بناء السفن بالدار البيضاء، حيث تتنافس عدة دول، منها تركيا، فرنسا وكوريا الجنوبية، للفوز بعقود تصنيع السفن الحربية لصالح البحرية الملكية المغربية.
تطوير صناعة المدرعات والطائرات محليا
من بين أبرز النتائج المتوقعة من هذا التعاون، إمكانية تصنيع أبراج قتالية للمدرعات محليا بشراكة مع “أسيلسان”، مما سيعزز مشاريع المغرب في إنتاج مدرعات “كاستال 88” بالتعاون مع الهند، إضافة إلى مشاريع أخرى تشمل مدرعات مضادة للألغام ومدرعات قتالية 6×6 و4×4، حيث يسعى المغرب لتوسيع خياراته في مجال التصنيع العسكري.
هل يكون “روكستان” الشريك المقبل؟
بعد التقدم الكبير في التعاون مع شركتي “بايكار” و”أسيلسان”، تبرز توقعات بإمكانية انتقال المغرب للتفاوض مع شركة “روكستان”، وهي أكبر مصنع للصواريخ والذخائر في تركيا. وتعد “روكستان” مسؤولة عن تصنيع القنابل والصواريخ المستخدمة في الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار التركية، وهو ما قد يشكل إضافة استراتيجية لترسانة المغرب العسكرية.
يأتي هذا التوجه المغربي في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد العسكري، وتعزيز التصنيع المحلي، وتحقيق نقل التكنولوجيا، وهو ما من شأنه تطوير صناعة عسكرية وطنية تخدم المصالح الدفاعية والأمنية للمملكة.