في تطور علمي مثير للجدل، كشفت دراسة حديثة أجريت بالهند عن معطيات صادمة تتعلق بخطورة بعض الأنواع السامة من الأفاعي، حيث تبين أن قدرتها على حقن السم لا تتوقف حتى بعد موتها بساعات.
فقد رصد الباحثون أن أفاعي مثل الكوبرا أحادية الحلقة والكريت الهندي قادرة على إحداث تسمم قاتل رغم موتها، وهي خاصية كان يعتقد سابقا أنها تقتصر على أنواع محدودة من الأفاعي، مثل الأفعى الجرسية الأمريكية ورؤوس النحاس إضافة إلى بعض الأنواع المنتشرة في آسيا وإفريقيا وأستراليا. ويعود ذلك، حسب المختصين، إلى طبيعة جهازها السمي الذي يخزن السم بطريقة تجعل إفرازه ممكنا بمجرد الضغط على الغدة حتى بعد الوفاة.
الدراسة وثقت حالات واقعية خطيرة في ولاية آسام الهندية، من بينها إصابة ثلاثة أشخاص بعد تعاملهم مع أفاعي مقتولة. إحدى الحالات الأكثر خطورة تعود لرجل تعرض لعضة من أفعى الكريت السوداء رغم مرور ثلاث ساعات على نفوقها، ما أدى إلى إصابته بأعراض عصبية شديدة تطلبت دعما تنفسيا طويلا لإنقاذ حياته.
ويحذر العلماء من الاستهانة بخطر التعامل مع الأفاعي النافقة أو المقطوعة الرأس، مؤكدين أن السم الذي يتم إفرازه بعد موتها قد يكون بنفس قوة السم الذي تحقنه وهي حية، مما يجعل مجرد لمسها أو محاولة التخلص منها دون حذر أمرا محفوفا بالمخاطر.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول دينامية السموم عند الأفاعي، ويضع المجتمعات القروية والصيادين أمام ضرورة تبني إجراءات وقائية أكثر صرامة عند التعامل مع هذه الزواحف، حتى بعد القضاء عليها.