على مشارف إدراجها المرتقب في البورصة هذا الخريف، تخطو GPC Papier et Carton، التابعة لمجموعة Ynna Holding (Groupe Chaâbi)، خطوات واسعة لتأكيد مكانتها كقوة صناعية وطنية وإقليمية في قطاع التعبئة الورقية. الشركة أعلنت عن استثمار 500 مليون درهم في توسيع مصنعها بالمحمدية، بهدف مضاعفة القدرة الإنتاجية من 90 ألف طن سنويا إلى 160 ألف طن بحلول 2030، لتتوج نفسها رسميا كبطل وطني في صناعة التغليف.
المصنع الذي دشن منذ عشرين عاما، سيصبح مركزا صناعيا مبتكرا بفضل تركيب أول آلة هجينة للطباعة الرقمية والفلكسو على الورق المموج في إفريقيا، ما يمكن من جودة طباعة فائقة، وخفض التكاليف، واستجابة أسرع لمتطلبات السوق، خاصة في قطاعات الأغذية والتصدير. التوسعة ستشمل زيادة مساحة المصنع من 9 إلى 14 هكتارا وخلق أكثر من 100 وظيفة مباشرة بحلول 2027.
استراتيجية توسع وإقليميّة طموحة
تأسست GPC في 1992 في القنيطرة، وتمتلك اليوم ثمانية مواقع إنتاجية موزعة بين القنيطرة، أكادير، مكناس والمحمدية، بحصة سوقية تصل إلى 30%، مع إنتاج أكثر من مليون وحدة تعبئة يوميا. وقد سجلت الشركة سنة 2024 1,9 مليار درهم من رقم الأعمال وأرباحا صافية قدرها 184 مليون درهم، بينما يهيمن المنافس الدولي International Paper (CMCP) على 50% من السوق.
وفي تصريحات حصرية، كشف المدير العام منير الباري عن طموح الشركة التوسعي في إفريقيا، مع مشروع إنشاء مصنع جديد في الداخلة 2028-2029، إلى جانب الاستثمارات الأخيرة بـ180 مليون درهم في مكناس و300 مليون درهم في وحدة إعادة التدوير بالقنيطرة لضمان الاستقلالية في المواد الأولية وتقليل الاستيراد.
ويبلغ استهلاك المغرب السنوي للورق والكرتون المموج 525 ألف طن، مع نمو الطلب بنسبة 10% سنويا، وهو ما يعكس إمكانيات ضخمة للقطاع، مدعومة بانتعاش التجارة الإلكترونية وارتفاع قيمة المنتجات الزراعية المغلفة. وفي 2024، أصبح المغرب أول مصدر للورق والكرتون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا دوره كـمحور صناعي إقليمي.
مع إدراج GPC في البورصة، المتوقع بين أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر بعد موافقة AMMC، ستتمكن الشركة من تعزيز التمويل، ورفع الشفافية، وتأكيد مكانتها كركيزة أساسية في قطاع التعبئة، مع إبراز دورها في الانتقال البيئي والاقتصادي وتعزيز “صنع في المغرب”.