أطلق المغرب أول تجربة من نوعها على الصعيد الوطني، من خلال تركيب محطة شمسية عائمة بقدرة 13 ميغاواط على سطح خزان سد واد الرمل شمال المملكة، بهدف تزويد المركب المينائي طنجة المتوسط بالكهرباء النظيفة، وتقليص البصمة الكربونية لهذا المرفق الاستراتيجي.
المشروع، الذي يعد سابقة في تاريخ الطاقات المتجددة بالمغرب، يشكل خطوة عملية في مسار المملكة نحو الحياد الكربوني في أفق 2030، كما أعلن عنه رسميا في الخطط البيئية الوطنية، ويعكس التزاما بتقليل الاعتماد على الطاقات الأحفورية واستغلال الموارد الطبيعية بطريقة أكثر استدامة.
غير أن الأهمية لا تقتصر فقط على الإنتاج الطاقي،.. إذ يحقق المشروع أيضا فائدة مزدوجة تتمثل في تقليص معدل تبخر المياه من بحيرة السد،.. وهي مشكلة متفاقمة في المغرب، الذي يفقد أكثر من مليون متر مكعب من المياه يوميا بسبب التبخر، وفق المعطيات الرسمية.
وبفضل هذه التقنية العائمة، سيتم خفض درجة حرارة سطح المياه، وتقليص التعرض المباشر لأشعة الشمس،.. ما يسهم في الحفاظ على مخزون الماء الصالح للشرب والزراعة، خصوصا في ظل أزمة الجفاف المتواصلة.
ومن شأن نجاح هذا النموذج أن يشجع على توسيع استعمال محطات شمسية عائمة على خزنات سدود أخرى في أنحاء البلاد،.. بما يعزز الأمن الطاقي من جهة، ويحافظ على الثروة المائية من جهة ثانية،.. في تفاعل ذكي مع التحديات البيئية المتزايدة.