الأكثر مشاهدة

إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين.. الكونغو تعطي الموافقة لإسرائيل ومحادثات مع دول أخرى

أصبحت سياسة إعادة التوطين “الطوعي” للفلسطينيين من غزة تتبناها الحكومة الإسرائيلية بشكل تدريجي، حيث أشار مسؤول كبير إلى أن الحكومة أجرت محادثات مع عدة دول للنظر في إمكانية استيعاب هؤلاء المهاجرين المحتملين.

أفادت “زمان إسرائيل”، بأن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري اتصالات سرية لاستيعاب آلاف المهاجرين من غزة في دولة الكونغو، بالإضافة إلى دول أخرى. صرح مصدر كبير في مجلس الوزراء الأمني قائلا: “تظهر الكونغو استعدادا لاستقبال المهاجرين، ونحن نجري محادثات مع دول أخرى”.

تعاني الكونغو من مستويات عالية من عدم المساواة، حيث يعيش 52.5% من السكان تحت خط الفقر،.. وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. في الوقت نفسه، تواجه غزة أزمة إنسانية متنامية في ظل الهجوم الإسرائيلي المتواصل.

- Ad -

في اجتماع حزب الليكود يوم الاثنين الماضي، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه يعمل على تيسير هجرة سكان غزة بشكل طوعي إلى دول أخرى. أوضح نتنياهو أن التحدي يكمن في البحث عن دول مستعدة لاستيعاب سكان غزة، وأكد أن هناك جهودًا تُبذل في هذا الاتجاه.

كان ذلك ردا على تصريحات داني دانون، عضو الكنيست من حزب الليكود،.. الذي أشار إلى أن “العالم يناقش بالفعل إمكانية هجرة سكان غزة بشكل طوعي”، على الرغم من رفض المجتمع الدولي لفكرة الهجرة.

قامت وزارة الخارجية الأمريكية بانتقاد وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير لدعوتهما إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ووصفت خطابهما بأنه “تحريضي وغير مسؤول”. بدوره، رفض سموتريش الانتقادات، مشيرا إلى دعم أكثر من 70% من الإسرائيليين لفكرة “تشجيع الهجرة الطوعية”، وذلك استنادا إلى اعتقاده في وجود رغبة لدى السكان في غزة في تدمير دولة إسرائيل.

المخابرات تدعم سياسة إعادة التوطين

يشجع وزراء ومشرعون من حزب الليكود بقيادة نتنياهو على هذه السياسة أيضا. في تصريحاتها يوم الثلاثاء، أكدت وزيرة المخابرات، جيلا جملئيل، لـ”زمان” أن “الهجرة الطوعية هي الخيار الأفضل والأكثر واقعية لليوم التالي لانتهاء القتال”.

أثناء مؤتمر في الكنيست الذي عقد يوم الثلاثاء لمناقشة إمكانيات ما بعد الحرب في غزة، قالت جملئيل: “في نهاية الحرب، سينهار حكم حماس، وستفقد غزة السلطات البلدية. سيعتمد السكان المدنيون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، ولن يكون هناك عمل. ستتحول 60% من الأراضي الزراعية في غزة إلى مناطق عازلة أمنية”.

في مناقشات داخلية، قدمت جملئيل خريطة لغزة بعد القتال تظهر السكان المتبقين محاصرين. وتشمل الخطة قطع إسرائيل علاقاتها مع غزة وتوسيع مناطقها الأمنية العازلة،.. والسيطرة على ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، وتأكيد حظر بحري دائم.

أوضحت جملئيل أنه ينبغي عدم تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية،.. مشددة على أنه يجب عدم ترك سكان غزة ليتعلموا الكراهية،.. حيث يعتبر ذلك سيئا وقد يؤدي إلى المزيد من الهجمات على إسرائيل. ورغم رفضها لعودة السلطة الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تقدم الكثير من التفاصيل حول الهيكل السياسي الذي ترغب في تأسيسه لحكم غزة.

أكدت غملئيل: “مشكلة غزة ليست مسؤوليتنا وحدها،.. ويجب على العالم أن يدعم الهجرة الإنسانية، لأن هذا هو الحل الوحيد الذي أعرفه”.

من جهته، يعتبر دانون من حزب الليكود أحد أبرز المؤيدين لخطة تشجيع سكان غزة على مغادرة القطاع. وفي مؤتمر في الكنيست يوم الثلاثاء، قدّم دانون خطته المتألفة من خمس خطوات،.. تتضمن التسريح، وإقامة منطقة أمنية عازلة، وتعزيز الوجود الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، وتشجيع الهجرة الطوعية، والتصدي للأنشطة الإرهابية.

دعوة للعالم لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين

نشرت مقالة افتتاحية في صحيفة وول ستريت جورنال  في نونبر،.. جمعت بين عضو الكنيست رام بن باراك من حزب “يش عتيد”،.. حيث قدموا للمرة الأولى خطة للهجرة الفلسطينية. دعوا فيها “الدول حول العالم إلى استقبال أعداد محدودة من اللاجئين،.. وخاصة العائلات الغزية التي أعربت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر”.

كان من المقرر عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر لمناقشة مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب. كما كان الوزراء يخططون لعرض خططهم، حيث تم طرح فكرة أخرى في المحادثات،.. وهي مطالبة المملكة العربية السعودية باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين للعمل.

ومع ذلك، تم تأجيل مناقشة مجلس الوزراء الأمني حتى يوم الأربعاء بسبب الحاجة إلى مشاورات أمنية بعد مقتل نائب الزعيم السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، الذي كان مطلوبا منذ سنوات من قبل إسرائيل ويعتبر المخطط الرئيسي لعمليات المقاومة في الضفة الغربية.

وبحسب “تايمز أوف إسرائيل” من المتوقع أن تكون فكرة إعادة توطين سكان غزة هي محور الاهتمام خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الأربعاء.

تأتي هذه المناقشة في سياق تزايد الإحباط في واشنطن من حكومة نتنياهو،.. حيث استمرت إدارة بايدن في دعمها دبلوماسيا وعسكريا في الحرب ضد حماس،.. ولكنها بدأت في التجاذب معها بشكل متزايد بشأن التخطيط لمستقبل غزة بعد انتهاء القتال.

مقالات ذات صلة