تفجرت خلال الأيام الأخيرة قضية مثيرة في عالم الجرائم السيبرانية، عقب تسريب ضخم لبيانات حساسة من موقع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وبينما ظلت هوية الجهة المسؤولة طي الكتمان، قادت خيوط رقمية دقيقة إلى شخصية يشتبه في أنها من أبرز المساهمين في عملية القرصنة.
التحقيقات غير الرسمية توصلت إلى أن أحد المقرصنين يدعى “ر.م”، شاب عشريني يقطن في مدينة بوخوم الألمانية، حيث أنهى دراسته في تخصص الأمن المعلوماتي بجامعة Ruhr University Bochum. هذا الاسم لم يظهر صدفة، بل انكشف بفعل خطأ تقني بسيط ارتكبه المعني بالأمر.

في الثامن من أبريل 2025، نشرت مجموعة إلكترونية تدعى “جبروت” ملفا ضخما على تطبيق “تلغرام”،.. يضم وثائق تخص أكثر من مليوني أجير ونصف مليون شركة مغربية. المثير في الأمر أن الملفات لم تنشر مباشرة، بل تم تحويلها من حساب شخصي إلى قناة المجموعة، مما جعل اسم الحساب الأصلي ظاهرا في أعلى الرسائل.
ورغم محاولات المجموعة لتدارك الخطأ بمسح الرسائل الأصلية واستبدالها بنسخ جديدة،.. إلا أن أحد الحسابات الذي حولت منه الملفات كان قد تم رصده بالفعل. الاسم المستعار للحساب هو “3N16M4″،.. ومن هنا بدأ مسار تتبع إلكتروني دقيق.
عمليات بحث متفرقة عبر محركات الإنترنت قادت إلى حساب على منصة GitHub،.. حيث ظهر البريد الإلكتروني الكامل لصاحب الحساب، بل وحتى اسم الجامعة التي درس بها. لاحقا، ظهرت معلومات إضافية على منصة LinkedIn،.. منها صورة الشاب وسيرته الذاتية، ما أتاح تأكيد هويته.
غير أن اللغز لم يحل بالكامل. الجنسية الحقيقية للمشتبه به لا تزال غير محسومة،.. إذ تشير بعض الدلائل إلى كونه تونسي الأصل، رغم انخراطه في مجموعة توصف بكونها “جزائرية خالصة”.


