الأكثر مشاهدة

ارتفاع معدل الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب لأول مرة منذ نحو 60 عاما


تشير الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ في معدل الوفيات المبكرة نتيجة لأمراض القلب والدورة الدموية، حيث بلغ هذا المعدل أعلى مستوى له في أكثر من عقد من الزمن، وفقا لتحليل مؤسسة القلب البريطانية (BHF).

تظهر البيانات التي قامت المؤسسة بتحليلها عكس الاتجاهات الهابطة التي كانت سائدة سابقا فيما يتعلق بوفيات الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية قبل بلوغهم سن الـ75 في إنجلترا.

منذ عام 2020، شهد معدل الوفيات المبكرة نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية ارتفاعا سنويا، وتشير أحدث الأرقام لعام 2022 إلى وصوله إلى 80 لكل 100 ألف شخص في إنجلترا في هذا العام، وهو أعلى معدل تسجله منذ عام 2011 حين بلغ 83.

- Ad -


تعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها انعكاس واضح في اتجاه معدلات الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والدورة الدموية، وهو حدث يشهده العالم لأول مرة منذ نحو 60 عاما.

تبين البيانات أن معدلات الوفاة المبكرة قد شهدت تباطؤا بين عامي 2012 و2019، ولكن اعتبارا من عام 2020، بدأت ترتفع بشكل واضح وملحوظ.

عبرت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية واستشاري أمراض القلب، عن تأثرها بالأزمة الحالية قائلة: “نحن الآن أمام أسوأ أزمة في رعاية القلب يمكن تذكيرنا بها، حيث يتأثر كل جزء من النظام الصحي المعني برعاية القلب، من التوعية والتشخيص إلى العلاج والتعافي، وحتى الأبحاث الحيوية التي تمنحنا فهما أفضل للأمراض وتطوير علاجات فعالة”.

وأضافت: “في وقت يتزايد فيه عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب ويحتاجون إلى الرعاية الصحية، يعد فقدان التقدم الذي تم تحقيقه في الفترة السابقة للحد من الوفيات المبكرة نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية مأساويا”.

جائحة كورونا والوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب


أعلنت مؤسسة القلب البريطانية (BHF) أنه حتى قبل بدء الارتفاع في معدلات الوفيات في عام 2019،.. كان هناك “تباطؤ كبير” في معدل التحسن منذ عام 2012. بين عامي 2012 و2019، انخفض معدل الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة المتحدة بنسبة 11% فقط، مقارنة بانخفاض قدره 33% بين عامي 2005 و2012.

وفيما يتعلق بالأرقام الأولية،.. أظهرت البيانات أن أكثر من 39000 شخص توفوا في عام 2022 مبكرا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وشملت هذه الحالات النوبات القلبية وأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية،.. مما يشكل متوسطا أسبوعيا يبلغ حوالي 750 شخصا. ويعد هذا هو أعلى إجمالي سنوي تسجله المملكة المتحدة منذ عام 2008.

وفي تعليقها على هذا الوضع، قالت الدكتورة بابو نارايان: “من المرجح أن يكون الضغط المتزايد في السنوات الأخيرة على هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتأثير وباء كوفيد-19 قد ساهم في تفاقم الأمور، لكن العلامات التحذيرية كانت موجودة قبل فترة طويلة.”

وأضافت: “يجب على السياسيين الاتحاد لمعالجة الأسباب التي يمكن الوقاية منها لأمراض القلب،.. وتقليص قوائم الانتظار للأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة للقلب والسكتة الدماغية،.. والمساعدة في تعزيز الاختراقات العلمية لفتح علاجات جديدة ثورية.”

أمراض القلب والأوعية الدموية: أزمة صحية تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة


يعيش ملايين الأشخاص حاليا مع عوامل خطر غير معروفة،.. مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول والإصابة بالسكري. يعاني ثلثي البالغين في إنجلترا من زيادة الوزن أو السمنة، مما يتسبب في تراكم المشاكل المحتملة في المستقبل.

قالت الدكتورة شارمين غريفيث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة BHF، إن الأرقام توفر صورة مأساوية. حيث ساهمت الأبحاث والتقدم الطبي خلال نصف قرن في تقليل الحالات الناتجة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ومع ذلك، تمر الآن بفترة من التراجع حيث فقد العديد من الأشخاص أحباءهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر.

وأشارت هيلين ويليامز، المستشارة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في إنجلترا،.. إلى أن الهيئة الوطنية للخدمات الصحية تلتزم بإنقاذ آلاف الأرواح،.. وقد قامت باتخاذ تدابير وقائية متنوعة لدعم الأفراد في السيطرة على صحتهم،.. بما في ذلك مشاركة المئات الآلاف في برامج إدارة الوزن وتقديم فحوصات ضغط الدم.

وأكدت أن تحسين الكشف عن الحالات الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والرجفان الأذيني،.. يعد من بين الجهود المستمرة لمواجهة مخاطر الأمراض القلبية والأوعية الدموية. وبفضل الجهود المبذولة، يصبح الآن الأفراد أكثر قدرة على إدارة حالتهم بفعالية،.. مما يقلل من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، خاصة في ظل الوضع الصحي الحالي.

مقالات ذات صلة