في تحرك استثماري يعكس تنامي الثقة الدولية في المناخ الاقتصادي المغربي، تسير مجموعة “صنرايز” الصينية بخطى ثابتة نحو إطلاق مشروع صناعي ضخم بالمملكة، بعد أشهر قليلة فقط من توقيع اتفاقية استثمارية كبرى تحت إشراف رئيس الحكومة في مارس الماضي.
المجموعة، التي تعد من بين الفاعلين الكبار في قطاع النسيج العالمي، أعلنت عن مشروع لإحداث وحدتين صناعيتين مدمجتين في كل من سيدي يحيى زعير (ضاحية سلا – شاطئ الصخيرات) ومدينة فاس، باستثمار يقدر بـ2,3 مليار درهم، مع التزام واضح بخلق أكثر من 7000 فرصة عمل مباشرة.
في هذا السياق، استقبل كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، رئيس مجموعة صنرايز، لي شو، في لقاء حضره ممثلون عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، إضافة إلى مسؤولي المراكز الجهوية للاستثمار بكل من الرباط سلا القنيطرة وفاس مكناس.
وخلال اللقاء، كشف المسؤول الحكومي أن أشغال بناء الوحدتين الصناعيتين ستنطلق بحلول شهر شتنبر المقبل، على أن تدخل المرافق حيز الإنتاج في سنة 2026، في خطوة استراتيجية تعكس تسارع وتيرة المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تستقطبها المملكة، خاصة في قطاع النسيج الذي يشهد اهتماما متزايدا من كبريات المجموعات الصناعية الآسيوية.
من جانبه، لم يكن رئيس مجموعة “صنرايز” وحده في زيارته الأخيرة، بل رافقه وفد يضم ممثلين عن عدد من الشركات الصينية الناشطة في مجال النسيج، والذين جاؤوا بدورهم لاستكشاف الإمكانات الصناعية التي يتيحها المغرب، وبحث فرص الدخول في مشاريع استثمارية موازية.
هذه الدينامية الاستثمارية الجديدة تبرز مرة أخرى نجاح المغرب في تعزيز مكانته كقطب صناعي صاعد، ووجهة مفضلة للشراكات الاقتصادية الدولية، خصوصا في القطاعات التي تتطلب خبرة، يدوية وتقنية، عالية وتوفر بنية تحتية صناعية ولوجستيكية ملائمة.