الأكثر مشاهدة

الفيلة والفهود وأدوات العصر الحجري.. اكتشافات مثيرة في موقع “طوماس 1” بالدار البيضاء

تتواصل الحفريات الأثرية في موقع “طوماس 1” بمدينة الدار البيضاء، والتي يشرف عليها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP). الحفريات التي انطلقت في الثاني من أبريل، تسلط الضوء على اكتشافات هامة تعود إلى العصور القديمة، من بينها بقايا حيوانات ما قبل التاريخ، مثل الفيلة والفهود ووحيد القرن، مما يوفر لمحات قيمة عن تاريخ المنطقة.

وتستمر أعمال الحفر في هذا الموقع حتى السابع عشر من أبريل، في إطار برنامج مشترك بين فرق مغربية وفرنسية. الفريق المغربي يقوده الباحث عبد الرحيم محيب، في حين أن الفريق الفرنسي تحت إشراف كاميل دوجار وروساليا غالوتي. وتشمل هذه الحفريات دراسة مستويات أثرية تعود إلى حوالي 1.3 مليون سنة، وتحديدا إلى الفترة القديمة للعصر الحجري.

أوضح عبد الجليل بوزوغر، مدير المعهد، أن الحفريات قد أسفرت عن اكتشاف أدوات حجرية كان يستخدمها البشر في تلك الحقبة، إلى جانب بقايا حيوانات منقرضة مثل الفيلة والفهود ووحيد القرن. كما تم العثور على بقايا للغزلان والظباء والخيل القديمة. هذه الاكتشافات تبرز التنوع البيئي في تلك الحقبة.

- Ad -

وأضاف عبد الرحيم محيب أن الأعمال الحالية تركز على دراسة بقايا الإنسان والحيوانات المكتشفة، فضلا عن تحليل عينات جيولوجية ومراجعة طبقات الموقع الزمنية المختلفة. كما تجري الاختبارات الجيوفيزيائية في الكهف المعروف باسم “كهف وحيد القرن”، بهدف تحديد امتداد الكهف الذي يعوقه استغلال محجر مجاور. هذه الدراسات تهدف إلى فهم أفضل للهيكل الصخري وأساس الكهف.

كشف أقدم آثار الأنشطة البشرية في المغرب

يحتوي الموقع الأثري “طوماس 1” على مستويين رئيسيين. الأول، الذي تم تحديد تاريخه في 2021 بنحو 1.3 مليون سنة، يعتبر أقدم دليل مؤرخ على وجود الإنسان في المغرب. أما المستوى الثاني فيحتوي على كهف به أدوات وآثار فوسيلية تعود إلى فترة تتراوح بين 700,000 و800,000 سنة.

تستمر الأعمال الأثرية حاليا في جزء آخر من الموقع، حيث يدرس العلماء تشكيلات جيولوجية تعود للعصور الثلاثية والرباعية. كما يركزون على آثار وجود الإنسان سواء في الهواء الطلق أو في الكهوف.

تعود أهمية الموقع إلى عام 1972 عندما تم اكتشاف بقايا بشرية فوسيلية يزيد عمرها عن 500,000 سنة. ومن بين الأهداف الرئيسية لهذه الحفريات الحالية هو تحديد أقدم آثار لأنشطة الجزارة في إفريقيا، خاصة في “كهف وحيد القرن”، من خلال تحليل علامات القطع على العظام التي تمت باستخدام الأدوات الحجرية التي لا تزال موجودة في الموقع، حيث أظهرت بعض هذه العلامات أيضا آثار عضات بشرية.

مقالات ذات صلة