تسللت ساعات الصباح في الدار البيضاء بظلال من الاضطراب وسط تداعيات إضراب عام دعت إليه عدد من النقابات احتجاجا على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بحقوق الإضراب. شهدت المدينة، التي تعد قلب الحياة الاقتصادية والنشاط،.. حالة من الفوضى المرورية والأحوال الطارئة في وسائل النقل العمومي،.. إذ قرر سائقو الحافلات والطرامواي الوقوف عن العمل، مما ترك العديد من البيضاويين يواجهون تحديات تنقل يومية غير مسبوقة.
وسط زحام شديد وتراكم الركاب على وسائل النقل القليلة المتبقية،.. وصف البعض الموقف بأنه “كابوس صباحي”،.. خاصة مع توقع استمرار الإضراب طيلة يومي الأربعاء والخميس،.. وانعكس آثار الإضراب العام على الحياة اليومية لآلاف المواطنين الذين اعتمدوا على وسائل النقل العام للوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم.
من جانب آخر، تعالت أصوات النقابات التي حملت على عاتقها الدفاع عن حقوق العمال والحريات النقابية،.. متهمة الحكومة باستهداف هذه الحقوق وبتحجيم القدرة الشرائية للمواطنين. وقد اتهمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الحكومة بأنها تسعى إلى تمرير مخططاتها التراجعية عبر أغلبيتها البرلمانية دون التوافق والتفاوض الحقيقي،.. مستشهدة بمشروع القانون التنظيمي للإضراب وقوانين أخرى تتعلق بدمج CNOPS في CNSS والإصلاحات المزعومة في أنظمة التقاعد.
إقرأ أيضا: إضراب وشيك في المغرب: نقابات تندد بمشروع قانون “تكبيل” الاحتجاجات
وفي هذا السياق، عبرت الجهات النقابية عن شعورها بالظلم،.. معتبرة أن الحكومة تحمل مسؤولية ما سيترتب على استمرار تجاهلها المطالب العادلة للطبقة العاملة،.. بالإضافة إلى تعطيل الحوار الاجتماعي والتركيز على مشاريع من شأنها المساس بالمكتسبات الحقوقية والاجتماعية التي طالما نادت بها الجماهير.
تظل الدار البيضاء اليوم مشهدا حقيقيا لصراع بين “مطالب الشعب” وإجراءات الحكومة،.. وسط تساؤلات ملحة حول مستقبل الحقوق النقابية وقدرة المواطن على التنقل بحرية في عاصمة تحمل آمال وآلام أجيال متعاقبة. وفي خضم هذه الأحداث،.. يبقى الأمل معلقا على أن يكون الحوار الاجتماعي طريقا نحو حلول تضمن استقرار الحياة اليومية وتحفظ المكتسبات التي طالما ضمتها النسيج الاجتماعي المغربي.