الأكثر مشاهدة

الإعلام العمومي والمشاريع المنسية: “هدر للمال” و”فشل في الإشعاع” تحت إدارة العرايشي

منذ توليه الإشراف على قطاع الإعلام العمومي، وتحديدا على رأس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT)، يواجه السيد فيصل العرايشي سيلا متواصلا من الانتقادات. لا تتعلق هذه الانتقادات بالبرامج الترفيهية فقط، بل تمس جوهر مهمة الإعلام العمومي كشريك أساسي في التنمية والإشعاع الوطني.

وفي ظل ما يشهده المغرب من طفرة تنموية غير مسبوقة، يبرز السؤال بقوة: لماذا يفشل هذا القطاع الحيوي في مواكبة “ثورة الإنجاز” التي تعيشها المملكة؟

فشل في مواكبة الإنجازات الكبرى

المغرب ينجز اليوم عشرات المشاريع العملاقة التي ترسم ملامح الغد، مستشفيات جامعية تغير خارطة الخدمات الصحية، سدود ومحطات طاقة تضمن السيادة المائية والطاقية، شبكات سكك حديدية وطرق سيارة تعزز التكامل الترابي، برامج ضخمة لإعمار مناطق الحوز المتضررة ومشاريع الملاعب الكبرى.

- Ad -

لكن، بالرغم من كل هذه الإنجازات، يظل الإعلام العمومي تحت إدارة العرايشي غارقا في ركود المحتوى، عاجزا عن إنتاج وثائقيات وتقارير دورية (أسبوعية وشهرية) تتابع سير هذه المشاريع العملاقة، وتعرف المواطنين بتفاصيل ما ينجز بأموال دافعي الضرائب. والفشل المتكرر في تقديم تغطيات إعلامية قوية ومهنية تليق بالأحداث الوطنية، وهو ما يضعف قدرة المملكة على الدفاع عن مصالحها العليا، خاصة في ظل “الحرب” الإعلامية التي تتعرض لها.

لقد بقي فيصل العرايشي في منصبه لـ “أكثر من عقد من الزمن”، حتى وصف بأنه “السوبر مان” الذي خرق كل قواعد اللعب وكأنه الحاكم المطلق لهذا القطاع. هذا الاستمرار الطويل، دون تحقيق قفزة نوعية في الأداء الإعلامي الذي يعكس مكانة المغرب الجديدة، هو بحد ذاته علامة فشل.

إن الأمة التي تبنى فيها السدود والموانئ والمستشفيات، تحتاج إلى إعلام قوي وكفؤ يقوم بدور القاطرة التنموية والدرع الواقي لسيادتها. هذا الإعلام لا يمكن أن يبنى برؤية منتهية الصلاحية وبأداء “بدائي” يفتقر للابتكار.

رسالتنا واضحة: كفى العرايشي. لقد أديت دورك. ارحل الآن واترك المجال لكفاءات وطنية شابة تستطيع أن تعيد للإعلام العمومي دوره الحيوي في إشعاع المملكة وربط المواطن بحجم ما ينجز على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة