في حادثة مؤلمة تجسد مآسي الهجرة غير الشرعية، قامت دورية تابعة للبحرية الملكية بالاعتراض على قارب يقل 165 مرشحا للهجرة،.. أمس الجمعة، على بعد 260 كيلومترا جنوب غرب مدينة الداخلة. وعثرت السلطات على أربع جثث في القارب.
ووفقا لبيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فإن المهاجرين، الذين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء،.. انطلقوا في رحلتهم المأساوية يوم 6 مارس، حيث كانت وجهتهم المفترضة جزر الكناري.
وأشار المصدر إلى أنه تم توفير الرعاية الطبية اللازمة للمهاجرين بعد إنقاذهم، قبل نقلهم إلى ميناء الداخلة،.. حيث سلموا للسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة. وفيما يتعلق بالجثث التي عثر عليها، فقد تم نقلها إلى مستودع الأموات التابع لمستشفى الحسن الثاني بالداخلة.
يأتي هذا الحادث في إطار نشاط متصاعد لعصابات الهجرة غير الشرعية على سواحل الداخلة خلال الأشهر الأخيرة. وقد قامت البحرية الملكية بسلسلة من التدخلات لإنقاذ المهاجرين الذين يجبرون على المخاطرة بحياتهم في عرض المحيط الأطلسي، سعيا للوصول إلى جزر الكناري من السواحل المغربية. تعكس هذه التدخلات الجهود المستمرة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وحماية حياة البشر في المياه الإقليمية للمملكة المغربية.
تثير هذه الأحداث تساؤلات من طرف نشطاء حول مدى توفير الدعم الكافي من الاتحاد الأوروبي للمغرب من أجل تمويل جهود مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. يشير المجتمع المدني إلى أن عمليات الاعتراض والمراقبة المستمرة بوسائل برية وبحرية وجوية تكلف خزينة الدولة بمبالغ باهظة، مما يستوجب توفير المزيد من الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المراقبين أن الدعم المالي والتقني من الاتحاد الأوروبي للمغرب ينبغي أن يلعب دورا حاسما في تعزيز القدرة التنفيذية للمملكة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. ويجددون دعوتهم لزيادة هذا الدعم،.. خاصة في ظل تزايد الضغوط على السواحل المغربية وتزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر المسار البحري.