الأكثر مشاهدة

الجديدة.. رادار “ذكي” يغرم سائقا فتح الطريق لسيارة إسعاف!

تحولت واقعة مرورية بمدينة الجديدة إلى موضوع نقاش حاد على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما تفاجأ سائق سيارة سوداء بتوصله بمخالفة مرورية غريبة قدرها 400 درهم، رغم أنه لم يرتكب أي خرق، سوى أنه تصرف بإنسانية وفتح الطريق لسيارة إسعاف كانت في مهمة مستعجلة.

القصة بدأت عندما سجل أحد الرادارات الذكية المثبتة عند تقاطع مروري، مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء ضد سيارة سوداء، والسبب: مرورها بعد سيارة إسعاف كانت تشق طريقها وسط الزحام لتنقذ حياة مريض. السائق امتثل للأخلاقيات، وفسح المجال، دون أن يتجاوز الإشارة بتهور، ومع ذلك، كان نصيبه غرامة ورسالة تحمل صورة توثق اللحظة.

الصورة التي راجت على نطاق واسع أظهرت بوضوح أن سيارة الإسعاف هي التي تجاوزت الإشارة، فيما توقفت السيارة السوداء خلفها، ضمن مسافة احترازية، لكنها وقعت ضحية لرادار لا يميز بين السياقات، ولا يفرق بين مخالفة حقيقية وتصرف إنساني نابع من وعي ومسؤولية.

- Ad -

ردود الفعل على الواقعة تباينت. فبينما رأى كثيرون أن الغرامة ظالمة وتعبر عن قصور في خوارزميات الرادارات، أشار آخرون إلى احتمال وجود سبب تقني للمخالفة، كعدم التوقف التام أو تجاوز الخط الأبيض، حتى وإن كان بدافع السماح لسيارة الإسعاف بالمرور.

وسط هذه الفوضى التقنية، تعالت الأصوات المطالبة بتطوير منظومة المراقبة الذكية، وإدخال عناصر تحليل سياقي أكثر ذكاء ومرونة، خصوصا في الحالات التي تتطلب التدخل السريع من طرف سيارات الطوارئ. فكيف يعقل أن يتحول التصرف النبيل إلى سبب للعقاب؟

كما طالب عدد من المتابعين بتوفير مساطر شفافة وسهلة للطعن في هذا النوع من المخالفات، حتى لا يبقى المواطن وحده في مواجهة “ذكاء” آلي قد يكون غبيا في مواقف إنسانية بامتياز.

القضية تجاوزت مخالفة بسيطة، وأصبحت مؤشرا على خلل أعمق في تعامل التكنولوجيا مع الواقع، حيث لا مكان للمبادئ الأخلاقية، ولا اعتبار للنيات، ولا حتى لتفاصيل اللحظة. فهل نحتاج إلى ذكاء أكثر إنصافا، أم إلى مسؤولين أكثر شجاعة في مراجعة هذه المنظومة؟

مقالات ذات صلة