الأكثر مشاهدة

الجزائر ترد بخجل على موقف أمريكا من الصحراء.. هل انتهى مخزون الغضب العسكري؟

تتوالى الصفعات الدبلوماسية على قصر المرادية، وآخرها جاء من واشنطن، حيث أعاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التأكيد على الموقف الثابت للولايات المتحدة بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وتجديد دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية تحت السيادة المغربية.

في المقابل، جاء رد الجزائر هذه المرة باهتا، بعيدا عن ذلك الصخب الذي اعتادت أن تصم به الآذان حين تصدر مواقف مماثلة عن باريس أو مدريد أو حتى عواصم إفريقية صغيرة. لا استدعاء للسفير، لا بلاغات نارية، ولا اتهامات بـ”الانحياز الممنهج” كما دأبت. كل ما صدر كان مجرد بلاغ مقتضب لوزارة الخارجية تعلن فيه “أخذ العلم” بما سمته “تأكيدات أمريكية” وتأسف لـ“موقف بلد عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”.

هذا البرود الجزائري أمام عملاق دبلوماسي كالولايات المتحدة يعكس ـ وفق مراقبين ـ حدود التصعيد الذي تستطيع الجزائر تبنيه،.. خصوصا عندما يكون الطرف الآخر أقوى من أن تمارَس عليه أوراق الضغط التقليدية،.. كما تفعل عادة مع فرنسا أو إسبانيا. ويبدو أن “غضب العسكر” الجزائري فقد صلاحيته عندما تتعلق المسألة بالبيت الأبيض،.. وهي مفارقة تكشف عن ازدواجية فاضحة في منطق التعامل الدبلوماسي.

- Ad -

أبعد من ذلك، يعيش النظام الجزائري حالة من العزلة الإقليمية غير المسبوقة،.. فبعد أن بادرت العديد من دول الساحل الإفريقي إلى سحب اعترافها بجبهة “البوليساريو”،.. ذهبت إلى حد إغلاق مجالاتها الجوية في وجه الطائرات القادمة من الجزائر،.. في وقت تنهار فيه العلاقات مع فرنسا وتشتد الضغوط الاجتماعية داخليا.

المشهد يزداد وضوحا مع زيارة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى واشنطن،.. حيث أجرى لقاءات استراتيجية مع مسؤولي الإدارة الأمريكية، بالتزامن مع استقبال الجزائر لوزير خارجية إيران،.. في تحرك اعتبره متابعون “هروبا إلى الأمام” وإشارة رمزية على اختناق دبلوماسي لا يمكن إخفاؤه.

بين من يبني شراكات دولية كبرى، ومن يكتفي بلغة الأسف في مواجهة قرارات أممية واضحة،.. يترسخ يوما بعد يوم واقع جديد في معادلة الصحراء، عنوانه: المبادرة المغربية في الحكم الذاتي تحصد الدعم، والمعسكر الآخر يزداد عزلة وتخبطا.

مقالات ذات صلة