الأكثر مشاهدة

الحوز.. جرح لم يندمل: اتهامات بالتقصير وتلاعب بالمساعدات بعد 18 شهرا على الزلزال

تخيم أجواء الغضب مجددا على سكان إقليم الحوز بعد مرور سنة ونصف على الزلزال المدمر، وسط اتهامات رسمية وشعبية بتقصير واضح في جهود الإعمار وإعادة الإيواء.

تقرير ميداني صادر عن “العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان” كشف عن اختلالات عميقة طالت معايير توزيع المساعدات السكنية، مبرزا تفاوتات صارخة وأوجه قصور فادحة في الاستجابة لاحتياجات المتضررين. التحقيق الذي أنجزته لجنة تفتيش تابعة للعصبة، أكد أن 82 في المائة من الأسر المتضررة تعتبر أن قيمة الدعم المخصص لإعادة البناء غير كافية أمام غلاء أسعار مواد البناء وصعوبة التضاريس الجبلية.

وفي تفاصيل أكثر خطورة، أشار التقرير إلى أن اللجان المحلية، المكلفة بتقييم الأضرار، لم تكن تلتزم بالتركيبة القانونية المقررة (سبعة أعضاء)، إذ كانت تكتفي غالبا بأربعة عناصر فقط، أغلبهم من رجال السلطة المحلية (شيوخ ومقدمين)، كما أن عمليات المعاينة كانت شكلية، تفتقر للدقة المطلوبة.

- Ad -

من جهة أخرى، كشف 5 في المائة من الضحايا عن تعرضهم لمحاولات ابتزاز من قبل بعض أعوان السلطة مقابل تسهيل استفادتهم من الدعم، وهي المعطيات التي دفعت وزارة الداخلية إلى تحريك المتابعات القضائية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين.

وفي سياق متصل، ألقى التقرير الضوء على غياب الشفافية، منتقدا عدم نشر قوائم المستفيدين ولا المعايير المعتمدة في تحديدهم، ما فاقم الإحساس العام بالغبن واللاعدالة وسط الساكنة.

أرقام متضاربة.. و82% من المتضررين يعتبرون المساعدات غير كافية

أما بشأن الإحصائيات الرسمية، فقد رصد التقرير تضاربا واضحا، ففي حين تتحدث اللجنة الوزارية المشتركة عن 58 ألف مسكن متضرر بشكل كلي أو جزئي، صرح الوزير المنتدب المكلف بالميزانية بأن العدد يقارب 60 ألفا، مع تسجيل نسبة 32 في المائة من التدمير الكلي. هذا التناقض، حسب العصبة، ساهم في تقليص عدد الأسر المستفيدة من المساعدة الكاملة (140 ألف درهم) بما يقارب 14 ألف أسرة.

إقرأ أيضا: الحوز: إعادة إعمار 15,100 منزل متضرر من الزلزال ونسبة الإنجاز تصل إلى 60%

كما أكد 79 في المائة من الضحايا الذين تهدمت منازلهم أنهم لم يتلقوا سوى 80 ألف درهم فقط، عوض الدعم الكامل الموعود به، وهو مبلغ وصفه 82 في المائة منهم بأنه غير كاف لإعادة الإعمار، خاصة مع ارتفاع أسعار البناء بالمناطق الجبلية.

إلى جانب ذلك، انتقد التقرير فرض نماذج معمارية موحدة لإعادة الإعمار، اعتبرها غير ملائمة للخصوصيات الثقافية والمناخية والجغرافية التي تميز منطقة الحوز.

مقالات ذات صلة