في خطوة تؤكد طموحها للتحول إلى فاعل عالمي في النقل الجوي، أعلنت الخطوط الملكية المغربية (لارام) عن إبرام اتفاق جديد مع شركة Avolon الإيرلندية لتأجير الطائرات، يقضي باستئجار ست طائرات من طراز “بوينغ 737-8 ماكس”، في أول تعاون بين الجانبين.
وتندرج هذه الصفقة ضمن المرحلة الحاسمة من استراتيجية التوسع والتحديث التي تنفذها الشركة الوطنية، الهادفة إلى تعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتوسيع شبكة رحلاتها خصوصا على الخطوط المتوسطة المدى التي تربط القارة الإفريقية بكل من أوروبا والشرق الأوسط وعدد من الوجهات العالمية الأخرى.
ومن المنتظر أن يتم تسليم الطائرات الست على مدى عامين، في إطار الخطة العشرية للنمو التي اعتمدتها الشركة. وقد أكد الرئيس المدير العام، عبد الحميد عدو، أن هذه الطائرات الحديثة “ستمثل إضافة استراتيجية لمسار تطور الخطوط الملكية المغربية، وستجعل من المغرب وجهة أكثر انفتاحا وسهولة للوصول أمام المسافرين من مختلف أنحاء العالم”.
وتتجاوز هذه الخطوة بعدها التقني نحو بعد اقتصادي وسياحي أوسع، إذ يرتقب أن تسهم الطائرات الجديدة في تعزيز الربط الجوي بين المغرب والأسواق ذات الجاذبية السياحية المرتفعة، بما يواكب الطفرة التي يشهدها قطاع السياحة الوطني ويعزز تنافسية المملكة كوجهة عالمية.
كما أن هذه الطائرات من طراز “بوينغ 737 ماكس” معروفة بانخفاض استهلاكها للوقود وكفاءتها التشغيلية العالية، ما سيمكن “لارام” من تحسين جودة خدماتها وتقليص تكاليف الرحلات، دون المساس براحة المسافرين أو المعايير البيئية التي تعتمدها الشركة ضمن رؤيتها للتنمية المستدامة.
ويرى عدد من المتابعين أن الاتفاق مع “أفولون” يشكل منعطفا مهما في مسار تحديث البنية الجوية المغربية، خاصة وأنه يأتي في سياق دينامية قوية يعرفها النقل الجوي بالقارة الإفريقية، حيث يتوقع أن يسجل القطاع نموا يفوق 6 في المائة سنويا إلى حدود سنة 2044، مدفوعا بازدهار السياحة وتنامي المبادلات الاقتصادية بين الدول.
ويسعى المغرب، من خلال هذه الخطوة، إلى تعزيز موقعه كمحور رئيسي للربط الجوي بين إفريقيا وأوروبا والعالم، وترسيخ مكانته كجسر اقتصادي وسياحي يربط القارات، بما يواكب التحولات الكبرى التي تعرفها البنية التحتية للنقل والخدمات بالمملكة.