الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء تتصدر المغرب الكبير في القدرة الشرائية.. لكن ترتيبها العالمي يثير القلق

في أحدث تصنيف دولي صادر عن منصة Numbeo المتخصصة في رصد مؤشرات المعيشة، برزت مدينة الدار البيضاء كأقوى حاضرة في منطقة المغرب الكبير من حيث القدرة الشرائية، لتحتل المرتبة الأولى إقليميا والسابعة على المستوى الإفريقي. غير أن هذا التفوق الإقليمي سرعان ما يتراجع أمام الترتيب العالمي، إذ حلت العاصمة الاقتصادية للمغرب في المركز 267 من أصل 284 مدينة، وهو موقع يثير الكثير من التساؤلات حول التوازن بين المداخيل وتكاليف الحياة اليومية.

المؤشر منح للدار البيضاء 39,9 نقطة من أصل 100، بالاستناد إلى مدينة نيويورك كمعيار مرجعي. وبذلك، تمكنت “كازا” من تجاوز مدن مثل تونس العاصمة (37,27 نقطة) والجزائر العاصمة (35,51 نقطة)، وهو ما يعكس تفوقها في المنطقة المغاربية، لكنه لا يخفي حجم الضغوط التي تواجه الأسر المغربية في ظل غلاء الأسعار.

وتظهر الأرقام أن الإنفاق على المواد الغذائية يلتهم حوالي 29,3% من ميزانية الأسر، فيما يخصص نحو 22,7% للسكن، لتبقى المساحة المالية المتبقية محدودة أمام مصاريف الصحة والتعليم والتنقل. هذه المعطيات توضح أن أي ارتفاع إضافي في الأسعار قد يضع شرائح واسعة أمام معضلة حقيقية تهدد استقرارها المعيشي.

- Ad -

لكن خلف لغة الأرقام، تكشف الدار البيضاء عن صورة أكثر تعقيدا: فهي القلب النابض للاقتصاد الوطني، وتستقطب آلاف الباحثين عن فرص عمل جديدة وحياة أكثر ازدهارا، غير أن هذا الزخم يضاعف أيضا الضغوط على بنيتها الاجتماعية والاقتصادية، ويجعل الفجوة بين الطموحات والقدرة الفعلية على الإنفاق أوسع يوما بعد يوم.

ورغم أن بيانات Numbeo لا تعتبر مسحا رسميا بل تستند إلى مساهمات المستخدمين، إلا أنها تعكس بشكل لافت واقعا يلمسه المواطنون يوميا في الأسواق وأمام فواتير الكراء والكهرباء. وهو ما يضع سؤال تحسين القدرة الشرائية في صدارة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية التي يتعين على السياسات العمومية مواجهتها خلال المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة